|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هوذا (هو ده) حَمَل الله وَفيِ الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقبِلاً إلَيْهِ، فَقَاَل: هُوَذَا حَمَلُ الله ( يو 1: 29 ) ـ حَمَل الله الكريم .. ما أجملك في تناغم عظيم مع السماء، إذ كانت مشيئة أبيك موضوع سرورك! وما أجمل السماء في تناغم عظيم مع شخصك، والآب إذ يُشبعه سرورك بمشيئته، يدوي صوته: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت! وما أحلى السماوات مشقوقة وساكنيها ينظرون حَمَل الله على الأرض! وما أحلى منظر الروح القدس آخذًا جناحي حمامة طائرًا من بيت الآب إلى بيت عبرة في عبر الأردن مستقرًا عليك لتصبح أنت مستودعه! وما أروعها سيمفونية عزفتها السماء على أوتار حياتك على الأرض يا حَمَل الله! ومبارك المعمدان يوم اتحد مع السماء هاتفًا: هوذا (هو ده) حَمَل الله. حَمَل الله الكريم نسجد لك أمام عظمة الانسجام الذي أحدثته بين السماء والأرض، وبين الله والإنسان. ـ حَمَل الله الكريم .. ما أروعك في حياة عنوانها العطاء! فقد عشت لتعطي، ومُت وأنت تعطي، وتاج ما أعطيتنا فداءك لنا على صليب العار. وما أروعك وأنت كنعجة صامتة أمام جازيها لم تفتح فاك أمام ظلم الإنسان! وما أسمى روعتك وأنت بصراخ ودموع أمام عدل الله للقادر أن يخلِّصك من أجل تقواك. سجود نحن عند صليبك، بل إننا نؤكد أشواقنا أن نوقف حياتنا لمجد صليبك يا حَمَل الله. حَمل الله ما أجودك حاملاً في جسدك خطية وخطايا قديسيك، وأما عن وضعك الأساس لرفع خطية العالم نهائيًا فأمامها العقل يَحَار. وأما لكي تصيِّرنا نحن الخطاة بر الله فيك ومعرَضًا لكمالاته، كان لا بد أن تُجعل خطية لأجلنا. وأمام هذا سيدي فعقولنا لا يسعفها التفكير، ولكن قلوبنا في تناغم مع المعمدان تجثو لك بكل الورع هاتفة: هو ده .. هو ده .. هو ده حَمَل الله. ـ حَمَل الله ما أروع رد محبتك على كراهية الإنسان يوم أجبت على أغشم طعنة بأروع إجابة؛ الدم والماء. وأمام دمك وماءك سيدي، لا يسَعنا إلا أن نسجد أمام الإعجاز. وأما عن ماء الحياة الأبدية بعد أن جففت محيط الخطية، وزرعت شجرة الحياة في فردوس الله، لا يسَعنا بحياتنا الأبدية التي فينا والتي منك، إلا أن نخر سجودًا لك يا مصدر الحياة .. يا حَمَل الله. يا حملَ اللهِ يسوعْ بالروحِ نجثو بالخشوعْ ننظرُ حبَّ الآبِ بلْ ومجدَهُ السامي الرفيعْ إذ يسطعـان بالبها في وجهِكَ الحلوِ البديعْ |
|