|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اهتمامه بخلاص الجميع: إذ نتحدث عن منهجه في التوبة إنما نتحدث عن أبوته أيضًا، التي لا تستريح بخلاص الكثيرين بل بخلاص كل ابن. كأبٍ لا يستريح قلبه لو نجح جميع أولاده إلا واحد، فهو يحمل حبًا لأولاده لا كجماعة فحسب بل ويحمل لكل واحدٍ منهم حبًا شخصيًا... هذه هي أحاسيس الأب القديس يوحنا، إذ يخاطب شعبه قائلًا: * جماعتكم هي إكليلي، كل واحد منكم -في عيني- يساوي المدينة كلها! لقد امتثل في ذلك بالرسول بولس، إذ يقول عنه: * إذ وضع العالم بين يديه لم يهتم بالأمم ككل فحسب بل وبالأفراد، فيبعث برسالة لصالح أنسيموس، وأخرى من أجل الشخص الزاني من أهل كورنثوس... ناظرًا إليه كإنسان له تقديره في عيني الله، فمن أجله لم يضن الآب عليه بالابن الوحيد! لا تقل هذا عبد هارب أو ذاك لص أو قاتل أو إنسان مثقل بخطايا غير معدودة، أو متسول أو حقير... بل تأمل أن لأجله مات المسيح! أما يكفي هذا ليكون أساسًا لنعطيه كل اهتمام؟! هذه الأبوة المملوءة غيرة جعلته لا يتوقف عن الجهاد، طالبًا توبة الكل ونموهم الروحي، فبعد رسامته قسًا خاطب شعبه قائلًا: * لا يقل لي أحد إن كثيرين قد نفذوا الوصية، فإنني لا أبتغي هذا، بل أريد الكل أن يفعلوا هكذا. فإني لن أستطيع أن ألتقط أنفاسي حتى أرى ذلك قد تحقق! فإنه إن كان واحدًا قد ارتكب الزنا بين أهل كورنثوس لكن بولس كان يتنهد كما لو أن المدينة كلها قد ضاعت(65). هذه لمحات سريعة للكارز في سماته كخادم يقود النفوس في مراعي الكنيسة بروح كهنوتي أبوي مملوء غيرة وحبًا! |
|