|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خلاص السامرية وسجودها «مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ» ( يوحنا 4: 14 ) يا لها من صورة بديعة تلك التي يرسمها لنا يوحنا الحبيب في يوحنا 4، حيث نرى ابن الله جالسًا على حافة البئر كإنسان، شاعرًا بالتعب والعطش، مُفَكِّرًا فقط في خلاص تلك النفس المسكينة! ولما أتت المرأة السامرية، اهتم الرب يسوع بأن يكسب ثقتها، فطلب منها خدمة، ووضع نفسه في مستواها بالكلام عن شيء تعرفه. هذه المرأة كانت تعطش إلى السعادة، فشربت كثيرًا من مياه هذا العالم الغاشة. لقد تزوجت بخمسة أزواج، وفي كل مرة عطشت ثانية، لكن المُخَلِّص حَدَّثَها عن مياه، هو نفسه ينبوعها (ع10، 13، 14؛ إر2: 13؛ 17: 13). وبدون أن تفهم هذه المرأة السامرية طبيعة هذه العطية المدهشة، وثقت بالرب ليعطيها هذه المياه، ومع ذلك كان من الضروري أن يُشير الرب “أولاً” إلى الخطية في حياتها (ع16-18)، ولكي نكون سعداء ينبغي أن يخترق نور الله ضميرنا. في هذه الحادثة نرى كيف أن “نعمة” الرب يسوع لا تنفصل أبدًا عن “الحق” ( يو 1: 17 ). ولقد تَدَرَّجَ الرب في الحديث مع تلك المرأة بسلاسة عجيبة، وارتقت في معرفتها لشخصه بسرعة مدهشة، فهي أولاً أدركت أنه رجل يهودي (ع9)، ثم كلَّمته بلغة الاحترام “يا سَيِّدُ” (ع15)، ثم أدركت أنه “نَبِيٌّ” (ع19)، ولكن أخيرًا أعلن لها نفسه باعتباره “المَسِيَّا” (ع25، 26). ومن الملاحظ أن أول تعليم يُقدِّمه الرب لهذه المرأة السامرية المسكينة ليس عن سلوكها بل عن سجودها، الذي هو خدمة كل المؤمنين. أين ومتى وكيف يُقدِّم السجود؟ ديانة الفرائض والطقوس نُحِّيَت جانبًا، وأتت “ساعة وهي الآن” للسجود بالروح والحق. لمَن يُقَدَّم السجود؟ وبواسطة مَن يُقدَّم؟ لم يَعُدْ الآن يُقَدَّم للرب إله إسرائيل، بل للآب، حسب العلاقة الجديدة لأولاد الله. مِن الآن فصاعدًا أولاد الله هم الذين يُقدِّمون السجود، وهم الذين يُدْعَون: “الساجدون الحقيقيون”. يا أيها الذين خلصتم لتعبدوا، هل تحرمون الرب من ثمرة تعبه؟ |
|