"الله ظهر في الجسد". هذا أعظم حق وأعجب حقيقة. جاء الله ظاهراً في الجسد حيث كان التشويش وحيث كانت الخطية. جاء ظاهراً في صورة البشر، مُشبهاً إيانا في كل شيء (ما خلا الخطية). جاء وهو مركز كل بركة. كان هو النور، وكالنور كان من الناحية الأدبية يضع كل شيء في محله ويُظهر كل شيء على حقيقته، ولقد برهن الله بحقيقة حضوره إلينا في صورتنا على أن المحبة هي كل شيء. فالله الذي هو محبة ظهر في الجسد، وحيث كانت الخطية جاءت المحبة التي تسمو فوقها. والإنسان الذي باع نفسه عبداً للخطية، رأى بعينيه نبع الصلاح والخير حاضراً عنده. وفي وسط فساد وضعف الطبيعة البشرية، جاء الله ظاهراً في الجسد، وجاء خالياً من كل شبه شر وكاملاً من كل وجه. لقد عاش في ظروف الخطاة ولكن منفصلاً عنهم أدبياً بسبب سمو طبيعته الإنسانية القدوسة.