|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الميمر الثامن والثلاثون لمار يعقوب أسقف مدينة سروج على البتولية والزيجة الفضل تصاعد اثم العالم في الأرض كمثل الدخان وتكاثرت رواسبه وعميت به الخليقة جميعها. العالم بحر وأمواجه المرتفعة هي الخطايا، تهب أعاصير الخطية وتحركه فتموج أمواجه. خطايا العالم لا تحد بأشكالها كما يرتطم النازلون إلى البحر بأمواجه هكذا ينغمس الداخلون إلى العالم بخطاياه. إن الخطايا في العالم والأمواج في البحر كثيرة جداً. إن فيها الموت الزؤام. في البحر الأمواج متعالية حتى أنها تٌغرق، وفي العالم الخطايا محيطة بالبشر لتُنجِّس. يتكدّر البحر على التجار فيغرقون ويضطرب العالم على داخليه ليخنقهم. وتشبه أنفس الناس في العالم الشرير السفينة التي تنزل إلى البحر وهي معرضة للغرق. كم من التجار غرقوا في اليم ؟. طوبى لمن أهلك الغنى في المد العظيم فأفلتت النفس وهي أكرم المقتنيات. إن النازل إلى العالم يعاني أكثر من النازل إلى البحر لأن الإنسان يختنق فيه والغنى قائم. الويل لمن يستفيد من غنى العالم الشرير يخنق نفسه بأثمه وشروره. كثيرة هي قروح النفس وجراحاتها، وأما الزنا فداء شرير أمرّ منها جميعاً. تعمل الخطايا جميعها خارجاً عن الجسد، وأما من يزنى بجسده فيخطئ. كما كُتِب أنه يهلك جسمه ويفسد نفسه، ويخطئ بجسده المشوب بالنجاسة. خارجًا عن الجسد السرقة والكذب ومحبة الغنى وشهادة الزور والظالم. وهي لا تفسد جسد الإنسان ما لم يختلط في النجاسة. وإن كانت هذه الخطايا الخارجة عن الجسد قاتلة، لكن من يزنى بجسده يخطئ : فبجسده يفسد، بجسده يزل وبجسده يهلك. خطايا العالم جميعها شريرة كلها قاتلة، بجميعها الموت، وطريقها جميعاً إلى الجحيم جميعها تقتل قتلاً لكن جسد الإنسان بالزنا يهلك. لم يبغض الله شيئاً مثل الزنى من أجله أنزل الطوفان. أنظروا الفساد الذي كان في الأرض كم سجد البشر للأصنام أجيالاَ بعد أجيال وأقيمت التماثيل في الشعوب. |
|