أما يوحنا فلما سمع في السجن بأعمال المسيح،
أرسل اثنين من تلاميذه، وقال له: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟
( مت 11: 2 ، 3)
لقد كانت ليوحنا معرفة جزئية عن المسيح. لقد فكَّر فيه أن يكون فقط هو المنتقم من الخطية، ديان الجميع المرهوب. لم يكن في حسابه أية فكرة عن طبيعة السيد الرقيقة الحلوة الهادئة، وهكذا وقع في بالوعة اليأس هذه لأنه عجز عن أن يدرك تمام الإدراك شخصية المسيح. هذا أمر مؤسف جدًا، لكن ينبغي أن لا نكون قُساة في لومه لئلا نلوم أنفسنا أيضًا. فمثلاً نحن نظن بأنه إن كان هنالك إله عادل فيجب أن لا يسمح بنُصرة الظلم، ولا يسمح للأبرياء أن يدوسهم الظالمون والمتغطرسون تحت أقدامهم، ولذلك فإننا نشك متسائلين عما إذا كان الله في علو سمائه، لأننا نرى أن العالم لا يزال يئن ويتمخض