|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رفع ابن الإنسان فقال لهم يسوع: متى رفعتم ابن الإنسان، فحينئذٍ تفهمون أني أنا هو ( يو 8: 28 ) الترجمة الدقيقة للكلمة اليونانية المُستخدمة في يوحنا8: 28 هي ”تعلمون“ وليس «تفهمون». وذلك لأن حقيقة أن المسيح هو يهوه السرمدي هي سر فوق الأفهام، ولن يمكنهم هم ولا غيرهم فهمه، ولو أنهم سيعلمون بالأدلة الدامغة أنه لم يكن إنسانًا عاديًا، بل كان كما قال لهم مرارًا. نعم «متى رفعتم ابن الإنسان، فحينئذٍ (تعلمون) أني أنا هو». ليس معنى ذلك بالضرورة أن الصليب سيربح قلوبهم، أو أنه سيقودهم إلى التوبة والإيمان، بل إن العبارة تعني أن الأمور التي صاحبت الصليب، من أعاجيب الجلجثة، ولا سيما تلك التي حدثت عندما أسلم المسيح الروح، ثم قيامته من بين الأموات في اليوم الثالث (قارن رو1: 4)، هذه كلها أمدتهم بأدلة قاطعة على أنه هو الله، كما سبق وذكر لهم مرارًا. لقد حصل هؤلاء الأشرار على أدلة وبراهين دامغة، لن يستطيعوا التنصل منها في يوم الافتقاد، ولن يمكنهم بإزائها ذكر سبب معقول لعدم قبولهم له على أنه المسيا. والمسيح بقوله هنا: «متى رفعتم ابن الإنسان»، يقصد أنكم عندما تتخلصون مني بالموت، وتظنون أنكم ستبدأون الراحة، عندئذٍ ستأتيكم الأخبار اليقينية، أنني قمت من الأموات ( مت 28: 6 ). هذه الأخبار الرائعة، كانت كافية لأن تعيد الحياة لأرواح تلاميذه الحزانى والحرارة إلى قلوبهم اليائسة والبسمة إلى ثغورهم الحزينة؛ لكنها في الوقت ذاته كانت سبب إزعاج ورعب ليس بقليل، لقادة الأمة الأشرار، وأكدت أنه هو الله كما قال مرارًا. لقد أخرست قيامة المسيح ألسنة القادة بأسلوب لم يحدث من قبل. حقًا إنه لا حد لغباء عدم الإيمان، ورغم هذا الغباء فإنهم سيدركون، ولكن بعد فوات الأوان، سيكتشفون الحقيقة متأخرًا. وما أخطر أن تصل المعرفة متأخرة لقوم، عندما يغلق الكبرياء البشري الباب أمامهم، فلا يقبلوا محبة الحق! إنهم يكونون في وضع أسوأ ممن يقدِّر الثروة بعد ضياع آخر جنيه في جيبه، أو مَن يقدِّر الصحة بعد أن تضيع منه تمامًا، ويُبتلى بالأمراض. ماذا بالنسبة لك قارئي العزيز؟ ليتك ترفع قلبك بالإيمان إلى ذاك الذي صُلب من أجلك. أسرع قبل فوات الأوان! |
|