|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف النجار.. رجل الإيمان فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ ( متى 1: 20 ) لقد كان يوسف النَّجَّار رَجُل الإيمان. ونحن نعني بهذا أنه كان أكثر من مجرَّد مؤمن. لقد عاش يوسف وسار بالإيمان بالله الحي. وكان لا بد له أن يصرف وقتًا طويلاً في الصلاة لكي يعرف ماذا يفعل بخصوص خطيبته مريم ( مت 1: 20 ). وليس معنى ذلك أنه لم يكن يريد أن يؤمن بقصتها، ولكن تصديقها قد يُصبح نوعًا من الخِداع وليس الإيمان. فأن تَلِد عذراء، أمر لم يحدث من قبل طوال تاريخ الإنسان، ولا في أيام المعجزات التي كانت لأنبياء العهد القديم. وعند هذه النقطة، ظهر ملاك الرب ليوسف في حُلم، وكان الملاك يؤكد كل ما شاركت به مريم قبلاً ليوسف. لقد كانت أمينة. والحَبَل هو بالروح القدس. ومريم هي العذراء التي تحدَّث عنها إشعياء في نبوته المسيانية ( مت 1: 23 مت 1: 21 ). وخطيبة يوسف في طريقها لتصبح أُمًا للمسيا الذي طال انتظاره. ولقد أصبح هو أبًا أرضيًا لهذا الطفل، ويُسميه يسوع! (مت1: 21). يا لها من أخبار مُفرِحة غير متوقعة! ويا لها من راحة للنفس لا يمكن تصديقها! ولا بد أن يوسف اختبر في الوقت ذاته خشوعًا تقويًا وفرحًا غامرًا. مؤكدًا على برهان واقعي لإيمانه بالله. ويا لروعة هذه الوحدة الجميلة لهذين الفردين التقيين! ويجب أن يكون إيمان يوسف مثالاً لجميعنا. لاحظ أنه لم يُجادِل الملاك، ولم يشك في الإعلان الإلهي المُعطى له. ولاحظ أيضًا أن الملاك لم يستَجوِب يوسف، ولم يَلُمه على ما وصل إليه من أفكار بخصوص مريم. والله لا يضع على إنسان مسؤولية الإيمان بما لا يُصدَّق دون إعلان إلهي. إنه لا ينتظر منا إيمانًا أعمى أو إيمانًا مخادعًا. إنه يدعونا إلى الإيمان الواعي الذي يستند على كلمته المُعلَنة. ويقينًا فإن يوسف كانت له المعرفة بنبوات العهد القديم بخصوص المسيا، ولقد أشار الملاك ليوسف بهذه المواعيد في كلمة الله ( مت 1: 21 -23). وكما صدَّق يوسف الملاك لأن رسالته كانت مبنية على الكتاب، هكذا نحن يجب أن نؤمن، ولا نشك فيما أعلنه الله صراحةً في كلمته. خذ مثلاً احتياجاتنا اليومية؛ هل نقلق تجاه أماننا؟ أ نشك في قدرة الله أن يعتني بنا ويُسدِّد حاجاتنا الأساسية؟ إن السير بالإيمان العاقل معناه ألاَّ نشك أو نقلق تجاه أعوازنا، لأن الله أعلن صراحةً أنه يمدّنا بهذه جميعها عندما نطلب «أولاً ملكوت الله وبرَّهُ» ( مت 6: 25 -34). |
|