|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في غير تحفظ يمكنا أن نقول أنه بدأ يتدرب على روح الخدمة في مدرسة الإنجيل، لا في مجرد دراسته، وإنما خلال ممارسته "الحياة الإنجيلية التقوية" فقد سحب الإنجيل قلب الشاب يوحنا نحو "الحياة النسكية الإنجيلية" كأفضل مناخ يلتقي فيه عمليًا مع الإنجيل، فترك مهنته ومجتمعه وأصدقاءه، وكان يود أن يترك والدته، معتكفًا في داره يطلب الوحدة من أجل الجهاد في تنفيذ الوصايا الإنجيلية. لقد اتهمه أصدقاؤه بالانعزالية والانطوائية ولم يدروا أن "الحياة الإنجيلية النسكية" هي خير مدرسة لتدريب النفس على روح الحب الباذل. لست أعني بهذا أن الحياة النسكية الرهبانية طريق للخدمة لكنها وهي طريق التعبد والوحدة مع الله تخلق قلبًا ملتهبًا بحب البشرية في المسيح يسوع. أنها تهب روح الخدمة، لا خدمة الوعظ أو التدابير والتنظيمات والإداريات، لكن خدمة الحب الباذل: اتساع القلب بالروح القدس لكي أن أمكنه يحمل العالم كله بالحب فيه! من خلال الإنجيل، ولأجل الإنجيل، انطلق قديسنا نحو "الحياة النسكية الإنجيلية" المنفتحة لله وللناس... لا بكونها انعزالًا عن الناس بل اتحادًا مع الله خلال الوصية، وانفتاح القلب بالحب نحو البشرية كلها(1). مارس "النسك الإنجيلي" بكونه التصاقًا بالله محب جميع بني البشر... فبدأ يمارس خدمته ليس بالتدرب على خبرات كلامية أو تصرفات رعوية خارجية، لكن خلال لقائه العميق مع "الراعي الأعظم" وهو منجذب بالإنجيل نحو البرية. في غير مبالغة يمكننا أن نقول أن الذهبي الفم بدأ خدمته الحقة منذ فتح إنجيله في داره ورفع قلبه بالحب في مخدعه مشتهيًا خلاص نفسه وخلاص العالم كله كانت عيناه الخارجيتان تتطلعان إلى البرية مشتاقًا أن يهرب من الناس ليكون على الدوام بين يدي الله يتعبد، وكانت بصيرته الداخلية ترتفع نحو الصليب ليرى البشرية تتقدس بالدم الكريم لتعبر نوح المجد الأبدي! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوحنا ذهبي الفم العلمانيون كأصدقاء أقدر على الخدمة الفردية |
القديس يوحنا ذهبي الفم ومدرسة الخدمة |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |