«ها أنتِ جميلة يا حبيبتي، ها أنت جميلة. عيناكِ حمامتان»
( نشيد 1: 15 )
«عيناكِ حمامتان» .. هذا الوصف نفسه قد وصَفت به العروس عريسها ( نش 5: 12 )، فنفس الجمال الذي له يراه هو في عروسه. «عيناكِ حمامتان» أو ”لكِ عينا الحمام“. أَمَا كنا أولاً في حالة العمى الروحي؟ «إله هذا الدهـر قد أعمى أذهان غير المؤمنين» ( 2كو 4: 4 )، ولكنه قد أعطانا بصيرة لنعرف الحق «كنت أعمى والآن أُبصر». والبصيرة التي أعطاها لنا لها صفات الحمام الجميلة، أي الطهارة والبساطة والإخلاص. ليتنا إذن في كل حين نستخدم عيوننا وأبصارنا في النظر إلى جماله والتفرُّس فيه، وكلَّما أطَلنا الشخوص إليه كلَّما ازدادت عيوننا استنارة «بنورِك نرى نورًا» ( مز 36: 9 ). ولا شيء يؤثر على عيوننا ويضعف بصيرتنا الروحية سوى النظر إلى أباطيل الحياة الكاذبة «ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى، بل إلى التي لا تُرى. لأن التي تُرى وقتية، وأما التي لا تُرى فأبدية» ( 2كو 4: 18 ). أما إذا انحصرنا في النظر إلى رئيس إيماننا، وتأملنا في كمال سجاياه، تظهر صفاته السامية في حياتنا العملية. هبنا يا إلهنا أن تكتحل عيوننا برؤيتك فنبتهج بفرح لا يُنطَق به ومجيد.