|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما بين أفسس وخلقيدونية يبدوا أن أسقف روما لاون كان يأمل أن يأخذ المجمع برأيه الموافق لرأى فلابيانيوس بطريرك القسطنيطينية Archbishop Flavian of Constantinople "الذي حرمه المجمع وأسقطه من رتبته مع ستة أساقفة وحدهم مبتدعين بمناداتهم بطبيعيتين في السيد المسيح بعد الاتحاد". وإذا أدرك لاون أن المجمع لم يأخذ برسالته هذه بل لم تُقرأ فيه، غضب جدًا وعدَّ ذلك إهانة كبيرة له. محاولة أسقف روما لكسب ثقة الإمبراطور لعقد مجمع: بدأ أسقف روما يسعى ما أمكنه لعقد مجمع في مقر كرسيه تستأنف الأحكام التي أصدرها مجمع أفسس الثاني فكتب خطابًا لإمبراطور الغرب ثيئودوسيوس الصغير Emperor Theodosius II بهذا الخصوص وإذا لم يجبه إلى طلبه حرضه فالينتانوس إمبراطور الغرب لكي يكتب له لنفس الغرض. وما أن تَسَلَّمَ الإمبراطور ثيئودوسيوس هذه الرسالة حتى أرسل إليه قائلًا: "لم يبلغ إلى معرفتنا إنه حدث في ذلك المجمع شيء البتة ضد اعتقاد الإيمان وقوانين العدل أما فلابيانوس... فهو قد نال ما استحقه وبعدما طرد ذاك أصبح في البيعة صلحا وسلاما وليس فيها إلا الحق المسيحي". + ولم يهدأ لاون أسقف روما بعد كل هذا توسل إلى الملكة إبلاكيديا والدة فالينتانوس لتقوم من جهتها بالكتابة لإمبراطور الشرق علة ينيله مطلبه غير أن ثيئودوسيوس قد بعث إليها برد مماثل لما كتبه لفالينتانوس قيصر روما. + ومرة أخرى يحاول لاون أن ينال غرضه فيتوسل للملكة ليسنيار فتكتب مرة أخرى للإمبراطور ولكنه أدرك أنه فشل في مسعاه عندما وقف على رد الإمبراطور للملكة. + وهكذا أضعفت كافة الوسائل التي حاول بها لاون أن يحمل إمبراطور الشرق ثيئودوسيوس على التصريح له بعقد مجمع في كرسيه. البابا ديسقوروس يحاكم لاون: سمع البابا وهو في مقر كرسيه بالإسكندرية بما بذله أسقف روما من محاولات لعقد مجمع لديه، كما وصل إليه رفضه لقوانين مجمع أفسس الثاني وزاد الأمر سوءًا بأن لاون قد أفسح صدره للمبتدعين من اتباع نسطور الذين جردتهم المجامع المسكونية من رتبهم الكهنوتية لانحرافهم عن القوانين والقواعد الإيمانية وإذا أعلن لاون أنه متمسك كل التمسك بأقواله التي دونها في رسائله التي بعث بها إلى فلابيانوس تلك الرسائل التي تثبت في جلاء لاون وقد وقع فيما وقع فلابيانوس وحرم من أجله، لهذا لم يرى ديسقورس بدا من أن يعقد مجمع من أساقفة في مدينة الإسكندرية انتهى إلى إصدار قرار بحرم لاون عندما تأكد من ثبوت الأسباب السابقة مجتمعة وهذا الحال ولكن إلى أمر ليس ببعيد. موت الإمبراطور ثيئودوسيوس: تقدم الإمبراطور ثيئودوسيوس في أيامه ولم يخلف نسلا يتولى الملك بعده إذ لم يكن له سوى أخت نذرت للرهبنة فضلا عن أن تقاليد الدولة يومئذ لم تكن تسمح للنساء باعتلاء العرش. وهكذا انتقل ثيئودوسيوس الإمبراطور عام 450 م. دون أن يترك وريثا للعرش سوى أخته بوليكاريا وبموته خسر البابا ديسقورس سندًا عظيمًا ومدافعًا أمينًا. مركيان وبوليكاريا يقاومان البابا ديسقورس: مالت بوليكاريا إلى الملك فنكثت عهدها ونزعت عنها المسوح وتزوجت بمركيان أحد قواد جيش أخيها وأصبح مركيان بعد زواجه هذا يعتبر إمبراطور الشرق وكان يميل إلى مبدأ نسطور المبدع كما كانت زوجته بوليكاريا مشهورة بالمكر والدهاء وميالة للغطرسة والكبرياء وسُرَّ لاون أسقف روما بهذا التغير المفاجئ في الحالة السياسية في الشرق... (قالت مدام بوتشر في الجزء الثاني من كتابها): ... كانت هذه الإمبراطورة ميالة إلى فلابيانوس ومبدئه ذلك إنها رأت الحد الذي وصل إليه بابا الإسكندرية من القوة إذا رأت أن سلطته تضر بمملكتها ضررًا لا يُحْتَمَل السكوت عليه؛ إذ لا يبعد أن تضيع مصر من يدها وهى أخصب أراضى مملكتها... فلذلك سلكت بوليكاريا مع زوجها مسلك دهاء السياسة فلم تسمح لإمبراطور رومية بالتدخل في أمر بطاركتها ومجامعها كما إنها اتخذت مسألة الاختلاف المذهبي والانشقاقات الكنائسيَّة آلة ماضية تقاتل بها خصومها! وكتب مركيان بإيعاز من زوجته بوليكاريا إلى لاون أسقف رومية يقول.. أنى مستعد لعقد المجمع في القسطنطينية وإذا كانت مشقة السفر تحول دون حضورك فأنا أقوم مقامك لرئاسة المجمع. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طرفا مجمع أفسس يحتكِمان إلى الإمبراطور في أفسس |
أفسس الرومانية |
أفسس والمسيحية |
رسالة إلى أهل أفسس 6 |
أفسس |