رافق يهوذا الرب ثلاث سنوات سمع خلالها تعاليمه ورأى المعجزات التي عملها. ائتمنه الرب على أن يكون من ضمن التلاميذ في بشارة الملكوت وبذلك أيَّده بقوة بها أخرج شياطين، وعمل قوَّات كباقي التلاميذ. لكن للأسف هذا الجو الراقي وهذه المسؤوليات الكبيرة في الخدمة لم تُغيِّر قلب يهوذا، وبالرغم من أن الرب كلَّفه بأن يكون أمين الصندوق إلا أنه كان سارقًا للصندوق ( يو 12: 6 ). والرب باعتباره كُلي العلم كان يعرف ذلك، ولكنه أظهر له المحبة بصور كبيرة، لكنه بدلاً من أن يتأثر أكمل مكيال شره بأن باع الرب لليهود بثمن بخس مُظهرًا بهذا أبشع صور الخيانة، وندم على فعلته هذه وقال: «قد أخطأت إذ سلَّمت دمًا بريئًا» ( مت 27: 4 ) ومن شعوره بالذنب مضى وخنق نفسه. ولم يدرِ أن نيران لهيب الهاوية التي يتعذب فيها الآن ليست أهون من نيران شعوره بالذنب.