|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَلَمَّا كَانَتْ تُضَايِقُهُ بِكَلاَمِهَا كُلَّ يَوْمٍ وَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ, ضَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى الْمَوْتِ, فَكَشَفَ لَهَا كُلَّ قَلْبِهِ ( قض 16: 16 ، 17) «ضاقت نفسه إلى الموت» .. بلغ شمشون الدرجة القصوى من الضيق، هذه الدرجة التي يخبو فيها نور العقل، والتي يجب على كل إنسان أن يبتعد عنها كل البُعد، فأعلن لدليلة أن سر قوته يكمن في عدم حلق شعر رأسه، بسبب كونه نذير لله. لكن علم شمشون أم لم يعلم، فإن قوته لم تكن راجعة في الواقع إلى عدم حلق شعره أو إلى غير ذلك من الأمور الأرضية، مثل الشجاعة أو متانة العضلات، بل إلى العلاقة السامية التي كان قد ارتبط بها مع الله كنذير له. إذ كان من المفروض في النذير أن يكون مقدسًا لله وخاضعًا له، وسالكًا وفق شريعته. وما عدم حلق شعر الرأس إلا رمز إلى هذه الأمور. فموقف النذير بالنسبة إلى الله من هذه الناحية، هو موقف الزوجة المقدسة الأمينة لزوجها ( 1كو 11: 15 تك 3: 17 -24). وبالإضافة إلى عدم حلق شعر الرأس، كان النذير لا يشرب خمرًا، ولا يتنجس بلمس ميت (عد6). وعدم شرب الخمر رمز إلى الامتناع عن أهواء العالم وملذاته. وعدم لمس الميت رمز إلى الامتناع عن النجاسة، بوصف الموت هو النتيجة الحتمية للخطية (تك3: 17). |
|