منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 09 - 2012, 11:13 AM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

صلاة مريض خاطئ
المزمور الثامن والثلاثون

1. المزمور الثامن والثلاثون هو مزمور توسّل أبجدي ينشده المرتّل المريض الذي قويت عليه آلامه وتركه أصحابه، فلم يبقَ له إلاّ الله يلجأ إليه. ينطلق من اختباره ليبيّن العلاقة العميقة بين حالة الشقاء التي يعيشها، والخطيئة التي هي سبب هذه الحالة، وهو يعلن: هذه كانت حالتي قبل أن أقرّ بذنبي، وهذا ما صرت إليه ساعة سلّمت نفسي بكليتها إلى رحمة الرب.
2. الرب يحمل الخلاص إلى المريض الخاطئ الذي يقرّ بذنبه.
آ 2- 11: يصوّر المرتّل مرضه وخطيئته: هو يرضى بالقصاص (المرض) ويرفض الغضب (الموت).
آ 12- 15: عُزل المرتّل بسبب مرضه عن الناس، وابتعد عنه أصحابه.
آ 16- 23: يتوسّل المرتّل إلى الله، معلنًا ثقته به، مشدّدًا على خطيئته، داعيًا الرب إلى معونته.
نتوقّف في هذا المزمور على أربع مراحل: في المرحلة الأولى يشدّد المرتّل على عمل الله وقد أنشب فيه سهامه وأثقل عليه يده فلم يبقَ له راحة. ويذكر المرتّل عمل الخطيئة التي تغمره بثقلها كمياء الطوفان. ظهرت جراح المرتّل، ولا شفاء له منها، فصار قريبًا من الموت بسبب غضب الله الذي يضربه. في المرحلة الثانية يلتفت المرتّل إلى ذلك الذي يلاحقه بغضبه، فيبسط أمامه حالته ويُسمعه زفير قلبه. أحسّ أن الله ضدّه، فلم يبقَ له إلاّ الصراخ قبل أن يفقد نور عينيه. لم يستسلم المرتّل بعد، ولكنه أذلّ نفسه، والقلب المنسحق هو ذبيحة طيّبة للرب (51: 19). في المرحلة الثالثة عرف المرتّل أنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا من ذاته. طلب العون من الناس فوجد نفسه وحيدًا. أقرباؤه ابتعدوا عنه وتركوا الأعداء يهاجمونه. أي فائدة من النقاش والصراع ما دام الله هو غريمنا. أفضل طريقة هي السكوت والله سيتكلّم. في المرحلة الرابعة يصرخ الخاطئ ويرتمي بين يدي الله، ويقرّ يذنبه منتظرًا من الرب كلمة الغفران. عندئذ يأتيه الخلاص الذي يحرّره من الغير ومن ذاته ومن خطيئته ليرميه في أحضان الله.

3. استند الشرّاح إلى آ 6 وقالوا أن المرض الذي يحكي عنه المرتّل هو البرص، والبرص عار ولعنة. والناس يبتعدون عن الأبرص بسبب العدوى، لئلاّ يصيروا مثله عارًا ولحنة. والأبرص لا يعود انسانًا رجل امرأة، والد أولاد، ابن والدين... لا يعود له وطن، ولا يرتبط إلاّ بجماعة البرص. يقبل الأبرص بحالته وقد رذله الله والناس. ولكن صاحب هذا المزمور، وإن عرف أنه موضوع غضب الله، فهو يؤمن أن هذا الغضب يمكنه أن يزول فيصبح مختارًا لله بعد أن كان مرذولاً منه، وتغفر خطيئته ويزول مرضه، لأن المستحيل يصبح في يد الله مكنًا. ما أعمق إيمان هذا الرجل الذي ارتفع فوق نظرة الناس ليربط رجاءه بالله.
في هذا المزمور نقرأ عن الخطيئة التي هي إثم ضد الله وجهالة تؤلم الانسان وتجعله أهلا للقصاص الالهي. فالمرتّل هو موضوع غضب الله بسهامه الناشبة الضاربة وحمله الثقيل. وهذا القصاص يتجسّد في المرض الذي يمسّ جسم المرتّل وعظامه، فتظهر جراحه بقيحها، وتبدو عليه علامات الحمّى، وتحترق كليتاه، فما يبقى بجسده صحة. ولكن عندما يغفر الله له خطيئته يزول القصاص ويزول معه المرض، لأن الرب أسرع إلى نصرته وجلس قريبًا منه.

4. المزمور 38 هو صلاة العبد الأمين الذي ضربه الرب بالمرض، فابتعد عنه الناس واستبعدوه. هذه هي صورة عن يسوع الذي جعل نفسه مع الخطأة: "كان رجل أوجاع ومتمرسًا بالعاهات. أخذ عاهاتنا وحمل أوجاعنا، وصار كحمل صامت أمام الذين يجزّونه" (أش 53: 3- 7).
بهذه الروح تصلّي الكنيسة هذا المزمور، وهي تعرف أنها مكوّنة من شعب خاطئ. تمرُّ عبر الآلام قبل أن تصل إلى فرح القيامة، فتصلّي إلى ربّها الذي عرف ضيق الموت، وتطلب منه أن لا يترك أبناءها ولا يبتعد عنهم، بل يكون بقربهم خاصة ساعة الموت والخطيئة.

5. "لا سلام في عظامي حين أنظر خطاياي". من يتكلّم هذا الكلام؟ هناك من يفترض أنه المسيح بسبب بعض الآيات التي نجدها في هذا المزمور، والتي تتعلّق بآلام (حاش) المسيح. سنعود إلى ذلك فيما بعد ونرى أننا حقًا أمام آلام المسيح. ولكن كيف استطاع ذاك الذي لم يكن عليه خطيئة أن يقول: "لا سلام في عظامي حين أتطلّع إلى خطاياي"؟ لا نستطيع أن نفهم هذا النصّ إلاّ إذا عرفنا أننا أمام المسيح التام الكامل، رأسًا وجسدًا. يجب أن نفكّر دومًا أنه حين يتكلّم المسيح، فهو تارة يتكلّم باسم الرأس الذي هو كالمخلّص المولود من مريم العذراء. وطورًا يتكلّم باسم جسده الذي هو الكنيسة المقدّسة المنتشرة في الأرض كلها. فنحن في جسده إن كان إيماننا به صادقًا، ورجاؤنا أكيدًا، وحبّنا حارًا. نحن في جسده، ونحن أعضاؤه، ونحن نتكلّم هنا. هذا ما قاله الرسول أكثر من مرّة: نحن أعضاء جسده.
إذا رفضنا أن ننسب هذه الكلمات إلى المسيح، فماذا نفعل بما قاله على الصليب: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني"؟ فأنتم تعرفون ما يلي هذه العبارة في المزمور: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟ صوت خطاياي أبعد خلاصي" (مز 22: 2). من جهة، "أتطلّع إلى خطاياي". ومن جهة ثانية هو "صوت خطاياي". حين نرتكز على واقع يقول إن المسيح كان بلا ذنب ولا خطيئة، هل نرفض القول بأن أقواله الأخيرة لم تكن تلك التي نجدها في هذا المزمور؟ فليس بمعقول أن لا ينطبق هذا المزمور على المسيح حيث نجد عن آلامه إنباء واضحًا يجعلنا نشعر وكأننا نقرأ إنجيلاً من الأناجيل. أنتم تتذكرون: "اقتسموا ثيابي وعلى لباسي اقترعوا" (مز 22: 19). ثم إن الرب حين تفوّه من أعلى صليبه بأول آية من هذا المزمور، أراد أن يفهمنا أن هذا المزمور كله يعنيه بعد أن قال بدايته. إذن، من المؤكّد أن الكلمات التالية "صوت خطاياي" هي أيضًا كلام المسيح. من أين تأتي الخطايا إلاّ من الجسد الذي هو الكنيسة؟ فجسد المسيح ورأسه يتكلّمان معًا. فلماذا يتكلّمان وكأنهما شخص واحد؟ لأن الاثنين هما جسد واحد. قال الرسول: "هذا السرّ عظيم لأنه يتعلّق بالمسيح والكنيسة" (أف 5: 31- 32). وقال يسوع نفسه حين سألوه في الانجيل حول الطلاق: "أما قرأتم أن الله في البدء صنع الرجل والمرأة، فيترك الرجل أباه وأمّه ويتّحد بامرأته فيكون الاثنان جسدًا واحدًا. فليسا اثنين، بل جسد واحد" (مت 19: 4- 6). فإذا كان المسيح قد قال: لا يكونان اثنين، بل جسد واحد، لمَ ندهش أن يكون لهما صوت واحد، وذات الألفاظ والكلمات بعد أن صارا جسدًا واحدًا، رأسًا وجسدًا؟ (أوغسطينس).

6. "أمامك كل رغبتي". لا أمام البشر الذين لا يستطيعون أن يروا القلب، بل أمامك أطرح كل رغبتي. لتكن رغبتك أمامه، والله الذي يرى في الخفية يجازيك. رغبتك هي صلاتك. إذا كانت رغبتك متواصلة، كانت صلاتك متواصلة. لهذا قال الرسول: "صلّوا في كل حين" (1 تس 5: 17).
فهل نبقى راكعين على الأرض، منحني الظهر، رافعي الأيدي ليقول لنا: "صلّوا دائمًا"؟ إذا كان هذا ما نسمّيه الصلاة، لا أرى كيف نستطيع أن نفعل ذلك على الدوام. ولكن في النفس صلاة أخرى، صلاة باطنيّة، صلاة لا تتوقّف. هي الرغبة. مهما عملت، فحين ترغب في الراحة الأبديّة، ستصلّي بدون توقّف.
إذا أردت أن لا تتوقّف عن الصلاة، فلا تتوقّف عن الرغبة. فرغبتك المتواصلة ستكون صوتك المتواصل. سينتصر عليك الخرس إذا تركت حبّك يخبو. من هو الأخرس؟ ذاك الذي قيل فيه ما في مت 24: 12: "تكاثر الاثم فبردت المحبّة في القلوب". فبرودة المحبّة تجعل القلب أخرس. وشعلة الحبّ هي صرخة القلب. إن ظلّت المحبّة باقية على الدوام، فأنت تصرخ على الدوام. وإذ صرخت على الدوام فأنت ترغب (بالله) على الدوام. (أوغسطينس).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور كل يوم | المزمور الثامن والثلاثون
صلاة النوم المزمور المائة والثلاثون|تصميم|
مزامير داود النبى | فيديو المزمور الثامن والثلاثون mp3 بالموسيقى
المزمور الثامن والثلاثون
المزمور المائة و الثامن والثلاثون


الساعة الآن 11:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024