لماذا انحط الإنسان إلى فعل ما لا تفعله الحيوانات؟
إنه البعد عن الله، فبينما يذكر الحكيم «مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ»، وأيضا «بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ، وَمَعْرِفَةُ الْقُدُّوسِ فَهْمٌ» (أم1: 7، 9: 1)، فقد قال الجاهل في قلبه ليس إله، ويوضح الوحيّْ في (رومية1) أن الله عندما أعلن ذاته لهؤلاء أنكروا معرفته واعتبروا أنفسهم أنهم هم مركز الكون بدلاً، منه واخترعوا لهم آلهة تتفق مع خططهم وأحكامهم وأفهامهم الفاسدة، فأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى، وعبدوا الأوثان (الإنسان ثم الطيور والدواب والزحافات)، الأمر الذي يرتبط بالزنا والعهارة والممارسات القبيحة دون ضابط أو رابط، وبعد أن أعطاهم الله الفرصة بعد الفرصة رفضوا أن يخضعوا لمعرفته، ويُسَجل عنهم أنهم «يَحْمِلُونَ الدُّفَّ وَالْعُودَ، وَيُطْرِبُونَ بِصَوْتِ الْمِزْمَارِ... فَيَقُولُونَ ِللهِ: ابْعُدْ عَنَّا، وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ. مَنْ هُوَ الْقَدِيرُ حَتَّى نَعْبُدَهُ؟ وَمَاذَا نَنْتَفِعُ إِنِ الْتَمَسْنَاهُ؟» (أيوب21: 12-15)، لذلك تركهم الله فانغمسوا في خطايا نجسة، وأصبحت الحياة لهم طقوس عربدة وممارسات جنسية، فاعلين الفحشاء، وخلع عنهم الكتاب المقدس وصف الرجال والنساء، فيذكر عنهم "ذكورًا بذكور وإناثًا بإناث"، فمارست الإناث معًا الأفعال الجنسية الغير طبيعية (سحاقيات)، وكذلك الذكور تركوا العلاقة الزوجية المرسومة من الله واشتعلوا بشهوتهم نحو ذكور آخرين (لواطيون) (رومية1)، ويدفعون الثمن بالمرض والشعور بالذنب والتشوه النفسي والنهاية هلاك أبدي.