هناك خطورة في تقديم ذبائح الشكر بكلام الشفتين المُرتَّب وتعبيرات اللسان المُهذَّبة. إن الشكر المُقدَّم من الباطن، أي من القلب، هو الشكر الذي يُشبِع الشاكر والمشكور معًا، فلنحذر من أن نحوِّل وظيفة اللسان - التي هي التعبير عمَّا في القلب - إلى مُجرَّد صياغة لغوية. لقد شهد عنه صاحب المزمور بالقول: «لأنه ليس كلمةٌ في لساني إلا وأنت يا رب عرفتها كُلها» ( مز 139: 4 ). فهو يَزِن حالة القلب، ويفتش كل مخادع البطن، لذلك لا تنفع لديه تمتمة الشفتين، ولا تحرُّكات اللسان بكلمات الشكر، إنما الرب يميل بأُذنيهِ إلى نبضات القلب الساجد، ويحس بالأحاسيس الداخلية وصِدق الشكر وصحته.