"ها هي السّنة الطقسيّة تنتهي. وفي الذّبيحة المقدّسة على المذبح، نجدّد التّقدمة المرفوعة إلى أب المضحّى به، المسيح، الّذي هو، كما سوف نقرأه بعد لحظات في المقدّمة، ملك قداسة ونعمة، ملك عدل وحبّ وسلام. وفيما تتأمّلون إنسانيّة الرّبّ المقدّسة، تشعرون جميعكم بفرح عارم في نفسكم: ملك بقلب لحميّ كقلبنا؛ صانع الكون وكلّ خليقة فيه، مَن لا يفرض سلطته، بل يستجدي قليلاً من الحبّ، مظهرًا بصمت جراحات يديه.
لماذا يتجاهله الكثير من البشر؟ لماذا لا نزال نسمع هذا الصّراخ القاسي: "لا نريد هذا ملكًا علينا". فقد يوجد على الأرض ملايين من البشر يعارضون يسوع المسيح، بل بالأحرى ظلّه، لأنّ المسيح نفسه، لا يعرفونه؛ ولم يروا جمال وجهه ولا يعرفون شيئًا عن عقيدته الرّائعة.
هذا المشهد الحزين يدفعني إلى التّعويض. ففيما أسمع هذا الصّراخ المستمرّ، والمكوّن لا من كلمات وحسب بل من أعمال مشينة، لا يمكنني أن أمنع نفسي من الصّراخ عالياً وبقوّة: "يجب أن يملك".