|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعجل تنفيذ قرار النفي لم يدم الأمر طويلًا فقد دخل أكاسيوس وأعوانه إلى الإمبراطور أركاديوس، وكان ذلك في الخميس بعد العنصرة مباشرة، يتعجلون تنفيذ قرار النفي من أجل سلام الكنيسة والشعب، معلنين مسئوليتهم الخاصة في هذا الأمر. اقتنع الإمبراطور برأيهم وأرسل أحد كبار رجاله إلى الأب البطريرك يسأله ترك الكنيسة من أجل السلام العام(10)، فخضع للظلم الجائر، إذ يخرج متألمًا من أجل رعيته المتألمة. خرج من دار الأسقفية إلى الكاتدرائية يقبل المذبح قبلاته الأخيرة، ويلتقي بشعبه الثائر الذي ملأ الكنيسة يريد أن يرى أسقفه للمرة الأخيرة. قبَّل البطريرك الأساقفة الذين معه قبلاته الأخيرة وهو يقول لهم: "إني أترككم الآن، انتظروا رجوعي إليكم". ثم دخل المعمودية حيث استدعى الشماسة أولمبياس وزميلاتها حيث قال لهن: "تعالوا يا بناتي، واسمعوا لي. فقد تحدد مصيري... لقد انتهى طريقي، فقد لا أرى وجوهكن مرة أخرى. رجائي إليكن أن لا تترك واحدة منكن خدمتها في الكنيسة. فإنه أيا كان الأسقف الذي يرسم بعدي، اخضعن له كما ليوحنا تمامًا، ما دام لا يعتلي الكرسي بالدسائس ويختار بتزكية جماعية، فإنه ينبغي أن يكون للكنيسة أسقف بهذا تجدن رحمة. اذكروني في صلواتكن". بكت الشماسات ووقعن على قدميه. أما هو فاضطر أن يتركهن ويخرج من المعمودية خارج الكنيسة دون أن يراه الشعب، وانطلق إلى الميناء لكي تبحر به السفينة إلى بيثينية، مدركًا أنه لا يعود بعد يرى شعبه، ولا يتحدث مع هؤلاء الذين أحبهم، الذين هم أحشاؤه، ولدهم في المسيح يسوع ربنا! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا ذهبي الفم لا يرتعب من النفي أو التعذيب أو الموت |
القديس يوحنا ذهبي الفم ومن سمه |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |