|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غاية السلام الذي أجره المسيح: "لكي يخلق صانعاً... ويصالح قاتلاً". عبر الرسول عن هذه الغاية بفعلين –كل منهما متبوع باسم فاعل موضح له ومفسر: فالفعل الأول "يخلق" متبوع باسم الفاعل: "صانعاً". والفعل الثاني: "يصالح" متبوع باسم الفاعل: "قاتلاً" أولهما: "يخلق" يرينا أن المسيح بموته قد اتحد في نفسه اليهود والأمم وكوّن منهما إنساناً واحداً جديداً –هذه خطوة أولية ابتدائية تمهيدية للخطوة الثانية المبينة في الفعل الثاني: "يصالح" بعد لأن خلق المسيح من اليهود والأمم إنساناً واحداً جديداً, صالح هذا الإنسان الجديد مع الله. فالخطوة الأولى هي إجراء السلام بين طرفي الأرض المتباعدين –اليهود والأمم. والخطوة الثانية هي إجراء السلام بين سكان الأرض باعتبارهم إنساناً واحداً, وبين الله. هذه هي المصالحة المزدوجة التي أجراها المسيح بدم صليبه- فهو خلق من اليهود والأمم إنساناً واحداً, قد صنع سلاماً. وإذ صالح الاثنين في جسد واحد مع الله, قد قتل العداوة بالصليب. في مصالحة اليهود مع الأمم قد خلق المسيح "إنساناً واحداً جديداً" هذه هي الإنسانية الجديدة الموحدة المكونة من وحدات حية متحدة هي الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر و قداسة الحق, لا مجال فيها للخلاف الذي توجده الجنسية, ولا للعداء الذي يسببه اللون, ولا للمشاحنة التي يولدها المذهب, لكنها إنسانية واحدة حية جديدة –كجسد واحد كل عضو فيه للآخر نصير. لأنه يحيا ويتحرك معه بالروح الواحد. في رسالته الثانية إلى كورنثوس. ذكر الرسول أن المؤمن الفرد هو خليقة جديدة في المسيح (1كو 5: 17). وفي هذا العدد أبان أن جماعة المؤمنين المتصالحين والمتحدين معاً في المسيح, هم أيضاً خليقة جديدة باعتبار كونهم إنساناً واحداً جديداً في المسيح. ورد هذا التعبير "إنساناً واحداً جديداً" مرة واحدة غير هذه في هذه الرسالة (4: 24). كما أننا بالجسد إنسان واحد عتيق في آدم, كذلك نحن بالروح إنسان واحد جديد في المسيح. |
|