"ما جاء المسيح لينقض بل ليكمل". لكنه إذ أكمل الناموس ألغاه. قل زوالاً إذا ما قيل تمّ.
أداة إبطاله: "بجسده". هذا تعبير آخر لقوله: "جسم بشريته" (كولوسي 1: 22) أو "شبه جسد الخطية" (رومية 8: 3) وكلها تشير إلى تجسد المسيح, وموته الذي قاساه في جسده على الصليب. فلولا تجسد المسيح لما أتيح لرب الحياة أن يموت عن البشر. فجسد المسيح هو أداة تجسده, واتضاعه, وافتقاره,وموته عنا على الصليب. فهو "جسم" الفداء الذي به صنع لنا سلاماً مع الله, هو السلم التي ربطت الأرض بالسماء, هو أداة البناء وهو أداة الهدم التي بها أبطل ناموس الوصايا في فرائض. فالمسيح بصليبه صنع سلاماً, وبصليبه ألغى أحكام الناموس, "لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه في ما كان ضعيفاً بالجسد, فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد لكي يتم حكم الناموس فينا" هذا يوافق قول الرسول في كولوسي 1: 19- 22 "لأنه فيه سُرَّ أن يحل كل الملء وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته... وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت" فالمسيح بجسده أوجد أداة اتصال بين اليهود والأمم, وبدم صليبه مزجهما معاً, وصالحهما مع السماء.