|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كالب بن يَفُنة وتحديات الإيمان (2) فلم أزل اليوم متشدداً كما في يوم أرسلني موسى. كما كانت قوتي حينئذ، هكذا قوتي الآن للحرب وللخروج وللدخول. فالآن أعطني هذا الجبل .. ( يش 14: 11 ،12) تأملنا يوم الخميس الماضي في شخصية كالب بن يفنة، ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذه الشخصية الرائعة، والصعاب والتحديات التي اعترضت طريقه. التحدي الثاني لكالب يتمثل في انتظاره الرب لمدة خمس وأربعين سنة: أعطى الرب كالب وعداً بأن يمتلك حبرون ( عد 14: 24 )، وظل متمسكاً به ينتظر تحقيقه لمدة 45 سنة، ما بين سن الأربعين وسن الخامسة والثمانين! هذه الفترة الطويلة قضى منها نحو أربعين عاماً في تيهان البرية، يعاني مع الشعب من جرَّاء عدم إيمانهم، ويرى كل إخوته وكل الرجال الخارجين معه من مصر (عدا يشوع) وهم يسقطون في البرية واحداً تلو الآخر وتوارى جثثهم رمال القفر. تُرى ماذا كان أثر ذلك في نفسه؟ إني أتخيَّل أنه في مرات عديدة تعرَّض لهمسات من العدو: هل سيتمم الله كلامه لك؟ ألم يسقط كل رفقائك في البرية؟ هل ستظل أنت حياً حتى تدخل الأرض؟ وإن دخلت الأرض، هل سيكون عندك القوة للحرب وطرد الأعداء؟ هل في النهاية سيتحقق مطمحك وتمتلك حبرون؟ ولا شك أنه واجه كل شكوكه بالتحول إلى وعد الرب السابق له. وربما ناجى نفسه: إني أخذت وعداً من الرب ولا بد أن يتممه. هل يقول ولا يفعل؟ هل يتكلم ولا يفي؟ كلا. إني أنتظره ولو مرَّت الأيام، ولو طال العمر، ولو صرت شيخاً سأظل أنتظره. أما التحدي الثالث فتمثل في الجبل الذي أراد أن يمتلكه: كان طموحه أن يمتلك حبرون، لكن الأعداء كانوا مسيطرين عليها، كانوا جبابرة ومدنهم عظيمة محصّنة، وماذا يفعل وهو قد بلغ الخامسة والثمانين؟ هل ينظر إلى إمكانياته الشخصية؟ أو ينظر إلى قوة الأعداء وجبروتهم؟ اسمعه وهو يقول ليشوع: "فالآن أعطني هذا الجبل الذي تكلم عنه الرب في ذلك اليوم ... لعل الرب معي فأطردهم كما تكلم الرب" ( يش 14: 12 ). وصعد كالب الجبل وحارب وطرد بني عناق وامتلك حبرون!! تُرى أ توجد في حياتنا رغبات لمجد الله؟ طموحات لشهادة قوية مؤثرة؟ اشتياقات لخدمة ناجحة مُثمرة؟ قال وليم كاري: "اطلب طلبات عظيمة من الله، وتوقع أموراً عظيمة من الله، وقُم بأعمال عظيمة لأجل الله". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كالب إن الإيمان هو المبدأ الفعَّال |
كالب بن يَفنة وتحديات الإيمان |
كالب وسبيل الإيمان |
يا كالب يا رجل الإيمان العظيم |
كالب ... رجل الإيمان العظيم |