منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 09 - 2021, 03:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

شعب مُسلَّم ليد مُبغضيه



هَامَان وشعب مُسلَّم ليد مُبغضيه



«قال الملك لهامان: الفضة قد أُعطيَت لكَ،

والشعب أيضًا، لتفعل بهِ ما يَحسُن في عينيك»
( أستير 3: 11 )


على الرغم من غرابة وشرَاسة ما طلب هَامَان «نزعَ الملك خاتمَهُ من يدهِ وأعطاه لهامان ... وقالَ الملك لهامان: الفضة قد أُعطيَت لكَ، والشعب أيضًا، لتفعل بهِ ما يحسُن في عينيك». وفي رَّد فعل الملك هذا نجد أمرين: في الأول نجد ماذا فعل الملك: ويا لغرابة ما فعل! فقد نزع خاتمه من يده وأعطاه لهامان! أ ليس هذا استسلامًا غريبَ الشكل من ملك ملوك كأحشويروش؟! استسلام لا يُبرِّره مَنطق صحيح، ولا يقبله عقلٌ سليم. استسلام يملأ النفس دهشة وتساؤل: هل مصائر الناس تتحدَّد بهذا الأسلوب؟

والثاني: ما قال الملك. وفي قوله نجده، بمنتهى السرعة، أصدر قرارين في غاية الخطورة والرعونة: أولهما قرار اقتصادي سيكلِّف خزينة الدولة عشرة آلاف وزنة من الفضة دون أية فائدة. والثاني قرار سياسي أكثر خطورة ورعونة، قرار يقضي بإبادة شعب بأكمله دون حتى أن يسأل مَن هو هذا الشعب، وماذا فعل حتى يُباد؟! لا سؤال! لا تحقيق! لا قانون! لا دراسة لعواقب! لا بحث عن مصالح! لا لأي شيء! سوى الاستسلام المُخزي!

وإذا ذهبنا بهذه الحادثة للمُحلِّلين السياسيين، وطلبنا منهم تفسيرًا لهذه الحادثة الغريبة، فإنني لا أعتقد البتة أن هناك مَن سيقدر على تقديمه. لكننا إن لجأنا لكلمة الله الصادقة، سنجد التعليل المُقنع في كلمات مختصرة وبسيطة، لكنها في الوقت نفسه مُقنعة وشافية. فالأمر ببساطة هو أن الرب سبق وحذَّرهم من العبادة الوثنية، وسبَق وأخبرهم أيضًا أنهم إذا تنجَّسوا بها سيكون من ضمن ما سيلاقونه، كجزاء لشرّهم، هو أنه سيدفعهم ليد أعدائهم، وسيتسلَّط عليهم مُبغضوهم. وهذا ما نراه هنا بالضبط. فلا تفسير لهذا الاستسلام الغريب من أحشويروش لهامان إلا ما نقرأه في كلمة الله: «إن رفضتم فرائضي وكرهَت أنفسكم أحكامـي ... وأجعل وجهي ضدكم فتنهزمون أمام أعدائكم، ويتسلَّط عليكم مُبغضوكم» ( لا 26: 15 -17؛ اقرأ أيضًا تث32: 28-30؛ مز106: 37-41؛ إر34: 20). وإذا جمعنا الأفكار التي تَحويها هذه النبوات، نجدها تتنبأ عن أنهم سيُدفَعون ليد عدوهم، وسيتسلَّط عليهم شخص يُبغضهم ويطلب نفوسهم ليبيدهم، وأن الرب هو الذي أسلَمهم، وليس إنسان ( أس 3: 10 ). هذا يُرينا كلمة الله وهي تتم بالحرف: فها هم يُسَلَّمون لعدوهم، ليفعل بهم ما يحسن في عينيه! ويا لصدق أقوال الله! .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نهَاية هَامَان
هَامَان الرديء
نهَاية هَامَان
نزعت عداوتي لك،
أن لم تكن الخطية قد نزعت منك


الساعة الآن 09:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024