|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فلّما سمع الحاضرون هذا الكلام، توجّعت قلوبهم" (آ 37). بعد أن نقل لوقا الإعلان الرسولي والرسمي عن الإيمان المسيحي، أخبرنا كعادته (4: 4؛ 5: 33) بردّة فعل السامعين: كانت إيجابية جداً. ونحن نجد الرسمة نفسها عند مار بولس: كرازة، سماع الكلمة، إيمان (روم 10: 14- 15). أول علامات الإيمان التي تظهر في القلب (أي في الإنسان الداخلي) هى التوجّع. وقال السامعون للرسل إخوتهم في الإيمان: "ماذا يجب علينا أن نفعل"؟ وهكذا جعل لوقا مجموعة من الناس تتكلّم، وكأنها تؤلّف جوقة كبيرة (2: 7- 11؛ لو 2: 20؛ 7: 16 ي؛ 13: 17). ولكن ما يسرّ به لوقا، هو أن يعبر الإيمان إلى العمل، وأن يُترجم في الحياة كي يتحقّق الخلاص: ماذا يجب علينا أن نعمل؟ هذا السؤال طرحه سامعو يوحنا المعمدان ثلاث مرات (لو 3: 10، 12، 14)، وطرحه معلم الناموس على يسوع (لو 10: 25). وسيطرحه القديس بولس على الرب في طريق دمشق (أع 22: 10). وسيطرحه السجان المرتعب على بولس وسيلا (16: 30). يطرح السامع السؤال، فيدلّ على أنه مستعدّ لكل شيء، فيبين له الرب (أو الرسول) كيف أن الإيمان ينطبق على الحياة الملموسة. فقال بطرس: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم" (آ 38). ويعدّد القديس بطرس المراحل الثلاث التي تتوزع طريق الخلاص: التوبة، المعمودية، قبول الروح. وتتضمّن الندامة الصادقة عن الخطايا عودة إلى الذات في وجهة من وجهاتها. ولكننا لسنا فقط أمام تحليل داخلي، بل أمام حوار شخصي مع المسيح. والعماد الذي نتقبله من يد الكنيسة هو ضروري للخلاص (ليتعمد كل واحد منكم). يُعطى هذا العماد باسم يسوع المسيح لغفران الخطايا. لا نحصل على هذه النتيجة بفضل قوة سحرية تتعلق بالكلمات، بل نحن نستند إلى قوة المسيح نفسه. وإذا كانت لفظة "عمّد" تشير إلى الطقس الأسراري، فنحن لا نجد التعبير الليتورجي لهذا الطقس في عبارة "باسم يسوع (الذي هو) المسيح". إن النص يشدّد على الإيمان الذي يعلنه كل واحد شخصياً بالمسيح. أخيراً إن الروح الذي هو عطية الله هو موضوع وعد من قبل بطرس: "تنالون الروح القدس". |
|