|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فيرونيكا، على وجه الخصوص، شاهدة شجاعة على جمال وقدرة المحبّة الإلهيّة، التي تجذبها وتنفذ إليها، وتُضرم نارها فيها. إنّها المحبّة المصلوبة التي انطبعت في جسدها، كما في جسد القدّيس فرنسيس الأسّيزي، مع جراح يسوع. “يهمس إليّ المسيح المصلوب: يا عروستي، عزيزةٌ عليَّ التكفيرات التي تقومين بها من أجل الذين هم خارج نعمتي… ثمّ سحب ذراعه من عن الصليب وأومأ إليَّ أن أدنو إلى جنبه… ووجدت نفسي بين ذراعَي المصلوب. لا استطيع أن أُخبركم بِما شعرت به في تلك اللحظة: كان بودّي لو أبقى دومًا في جنبه الأقدس” إنّها أيضًا صورة عن دربها الروحيّ، وعن حياتها الداخليّة: البقاء في حضن المصلوب، والبقاء بالتالي في محبّة المسيح للآخرين. وعاشت فيرونيكا مع العذراء مريم أيضًا علاقة حميميّة عميقة، تشهد لها الكلمات التي سمعتها يومًا ما من السيدّة العذراء والتي دوّنتها في يوميّاتها: “أنا أرحْتُكِ في صدري، فحصلت على الاتّحاد بنفسي التي حملَتك وطارت بكِ إلى لدن الله” تدعونا القدّيسة فيرونيكا جولياني إلى تنمية الاتّحاد بالربّ، في حياتنا المسيحيّة، في تكريس أنفسنا للآخرين، وإلى تسليم أنفسنا لإرادته بثقة تامّة كاملة، والاتّحاد بالكنيسة، عروس المسيح؛ إنّها تدعونا إلى المشاركة في المحبّة المتألّمة لِيسوع المصلوب من أجل خلاص كلّ الخطأة؛ وتدعونا لنحدِّق بالجنّة، هدف دربنا الأرضيّ، حيث سنعيش، جنبًا إلى جنب مع العديد من الإخوة والأخوات، فرحة الشركة الكاملة مع الله؛ وتدعونا لِنقتات يوميًّا من كلمة الله لتدفئة قلبنا وتوجيه حياتنا. يُمكن اعتبار الكلمات الأخيرة للقدّيسة خلاصةَ خبرتها : “لقد وجدتُ المحبّة، المحبّة جعلت نفسها مرئيّة ” |
|