|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإلهُ القديمُ الإِلهُ القَدِيمُ مَلجَأٌ ( تثنية 33: 27 ) إن تعبير «الإِلهُ» في تثنية 33: 27، وبالعبري «إيلوهيم» يعود بنا إلى نفس اسم الجلالة الذي به يُفتتح الكتاب المقدس، ويعني حرفيًا ”المقتدرين“. وأما كلمة «القَدِيمُ» فهي كلمة تدعونا لأن نستدير لننظر إلى الماضي، ونتأمل كيف كان الله مع الجيل السابق وما قبله. ففي البداية، عندما «كانت الأرض خَربة وخالية» ( تك 1: 2 ). ماذا فعل ”إيلوهيم“، ذلك الإله المقتدر؟ هل وقف مكتوف اليدين أمام الكم الهائل من التشويش والبُطل؟ حاشا، بل قال: «ليكن نورٌ، فكان نورٌ». لقد بدأ الله بالعالم بداءة جديدة. ونفس الأمر بالنسبة لحال الكنيسة. إن هذا اللَّقب «الإِلهُ القَدِيم» يدعونا لنتأمل رحلة الكنيسة على مرّ عصورها. كم مرَّت عليها أيام شدة! كم اجتازت وسط أزمات واضطهادات، لكنها بقيت إلى اليوم بفضل ذاك الذي قال: «أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها». بل انظر إلى سفر الأعمال نفسه؛ سفر تكوين الكنيسة. لقد تكاتفت ظلال الضلال على الكنيسة من البداية، وتكالَبت ضدها قوى الشر. لم يكن طريقها سهلاً في أي يوم من أيامها. ومع ذلك كانت دائمًا تتقدم إلى الأمام رغم كل شيء. ما أكثر التحذيرات التي نقرأها في الرسائل! وما أشد أسف الرُسل على ما حدث وسط شعب الله! ومع ذلك، فلعله ليس بلا معنى أن تكون آخر كلمة في الرسائل هي: «والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويُوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج» (يه24). بل تذكَّر أيضًا رحلة الشعب من مصر إلى كنعان؛ كان الطريق وعرًا، وكان الشعب عديم الإيمان. فهل خاب قصد الله؟ مُحال «لم تسقط كلمة من جميع الكلام الصالح الذي كلَّم به الرب بيت إسرائيل، بل الكل صار» ( يش 21: 45 ). ونفس الأمر عزيزي القارئ بالنسبة لحياتك الشخصية والعائلية. تفكَّر في هذا «الإِلهُ القَدِيم». انظر إلى البداية وردِّد مع الرسول بولس: «واثقًا بهذا عينهِ أن الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحًا يكمِّل إلى يوم يسوع المسيح» ( في 1: 6 ). فإن أتعبك التفكير في الغد وتحدياته المختلفة، اعطِ ظهرك له برهة وتأمل الماسضي، وردِّد مع المرنم: ”نذكر فضلك القديم لأنه يعود“. تأمل روعة النور الذي أشرق وسط الخراب والخلاء، وتذكَّر إله البدايات، وقُل مع موسى رجل الله «الإِله القَدِيم مَلجأٌ». . |
|