|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رحلة للقاء القديس أبا نفر السائح علي لسان القديس الأنبا ببنوده فكرت في نفسي أن أدخل إلي البرية الجوانية لأنظر الأخوة الرهبان السواح فمشيت 4 أيام بليالها لم آكل ولم أشرب ماء فلم أر فيها أحد وكنت قد أخذت معي يسيراً من الخبز والماء مقدار ما يكفيني أياماً فمشيت 4 أيام أُخر فلم أر أحداً فرغ الخبز والماء الذي معي مشيت أياماً أخري لم آكل خلالها ولم أشرب فأشتد بي التعب والجوع والعطش الشديد وكادت روحي أن تخرج من جسدي وبقيت ملقي علي الأرض لا أستطيع الحركة رأيت شخصاً دنا مني ولمس شفتي فعادت إلي قوتي وعاشت روحي وزال عني التعب والجوع والعطش نهضت وقصدت البرية فمشيت 4 أيام أخري فتعبت وضعفت قوتي فرفعت يدي مصلياً فرأيت الشخص الذي رأيته أولاً دنا مني ولمس شفتي وجسمي وقواني أكثر من المرة الأولي فقويت ومشيت 17 يوماً أخري رأيت من بعيد إنسانا مخوفاً بشع المنظر وهو عريان ولا لباس عليه وشعره كسا جسده كالثوب ومؤتزر بعشب البرية دنا مني فخفت منه وظننته من سباع الجبل فهربت إلي قرنة جبل عال فألقي بنفسه تحت الجبل الذي لجأت إليه ورفع وجهه وقال : انزل يا أخي ببنوده ولا تخف فانا إنسان مثلك متوحد في البرية من أجل الله تعجبت من معرفته لاسمي وعلمت أنه ممتلئ من الروح القدس فنزلت إليه وسقطت بوجهي بين يديه وخررت له ساجداً علي الأرض قال لي : قم يا ولدي لأني عبد الله مثلك ، فقمت وجلست بين يديه سألته عن اسمه وحاله فقال أن اسمه نفر وله اليوم في هذه البرية 60 سنة منفرداً في هذا الجبل لأجل الله يعيش مع الوحوش ويأكل عشب البرية و التمر ولم ينظر وجه إنسان منذ جاء إلي هذه البرية إلا وجهي اليوم وبينما نتحدث نزل ملاك الرب وأعلم أبا نفر بقرب نياحته وفي الحال تغير لونه وصار شبه نار ثم أحني ركبتيه وسجد للرب وبعد أن ودعني أسلم روحه الطاهرة فكفنته ودفنته في مغارته وبقيت في هذا الموضع ولكن النخلة التي كانت تعطي التمر وكذلك عين الماء جفت فعلمت أن هذا هو تدبير الرب كي أعود إلي العالم وأخبر بأمر هذا القديس السائح |
|