|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جعلوني ناطورة الكروم وأما كرمي فلم أنطره ( نش 1: 6 ) يبذل العدو كل مجهود لكي يسلب من المؤمن أوقاته وقواه ومواهبه التي ائتمنه الرب عليها، فعوضاً عن أن يستخدم المؤمن تلك الأوقات والمواهب لمجد الرب، نراه ينفقها بكل سخاء في الأمور العالمية ظاناً أن العالم سيعطيه أجراً على مجهوداته الكثيرة. وما أكبر الخسارة التي تعود على نفس المؤمن الذي يتعب ويكّد في الحصول على ثمرة مجهوداته الجسدية، فإذا به يجد أن "الكل باطل وقبض الريح". مَنْ من المؤمنين الذي أنفقوا قواهم في الأمور العالمية لم يكن تعبهم باطلاً؟ يا للأسف، قد أضاع الكثيرون حياتهم في خدمة العالم وخرجوا منه عُراة بلا ثمر. ربما ظنوا في بادئ الأمر أنهم مع تعبهم في العالم يستطيعون أن يتعبوا للرب ويخدمونه بأمانة، ولكن مَنْ ذا الذي يستطيع أن يحرس كرمين في آن واحد؟ لقد حرست العروس كروم العالم فلم تستطع أن تحرس كرمها لأنه "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين". ويا له من اعتراف مؤلم ومُحزن "أما كرمي" أي العمل الذي لأجله أوجدني الرب هنا، الموهبة التي منحها لي لأخدمه بها، الأوقات التي أعطاني إياها وسيحاسبني عليها، الأموال التي أوجدها الرب بين يدي وجعلني وكيلاً عليها وليس أكثر، الأولاد الذين أعطاهم الرب لي لأربيهم في تأديب الرب وإنذاره، النفوس الضالة التي أوجدني الرب شاهداً لها بغنى نعمته تعالى. هل نحن أمناء في هذه وغيرها مما أودعنا إلهنا؟ يا ليتنا لا نضيّع حياتنا سُدى، بل نكون "مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبنا ليس باطلاً في الرب" ( 1كو 15: 58 ). |
|