أمَّا عبارة "حاشَ لَكَ" في الأصل اليوناني Ιλεώς σοι, κύριε: (معناها ارحم نفسك) فتشير الى منع يسوع وإمساكه من التألم والذهاب الى الموت وبالتالي رده عن رسالته ؛ مما يُظهر تفاعل بطرس السريع لتعليم الجديد ليسوع عن تألمه. بطرس لا يحب للمسيح عذابا، بل يحب له المجد والعظمة والجبروت والخلود، وأراد ان يحميه من الآلام التي أنبأ بها؛ أمَّا عبارة "لن يُصيبَكَ هذا!" فتشير الى محاولة بطرس ان يمنع يسوع من الذهاب الى الموت وهي نفس التجربة التي سمعها من الشيطان في البرية: "إِن كُنتَ ابنَ الله فأَلقِ بِنَفسِكَ إِلى الأَسفَل، لأَنَّه مَكتوب: يُوصي مَلائكتَه بِكَ فعلى أَيديهم يَحمِلونَكَ لِئَلاَّ تَصدِمَ بِحَجرٍ رِجلَكَ" (متى 4: 6). يسير بطرس في خط التجربة المسيحانية لدى اليهود الذين يرفضون فكرة "مسيحا" متألما ويريدون مسيحا ملكا ارضيا منتصرا يردّ المجد الى اسرائيل بالقوة حيث ً يفرض الخلاص ومُلك الله على الجميع من خلال الخوارق والأعاجيب. فكأنَّ شيطان اريحا قد عاد به الى المسيح يجرّبه بالمجد والعظمة ويردّه عن رسالته. ينبغي لنا قبول كل ما يوحي به الله إلينا من أفكار وليس فقط تلك التي تعجبنا وتحظى برضانا.