|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمَّا عبارة " أُورَشَليم" فتشير الى مدينة قاتلة الأنبياء، تلك المدينة التي رفضت خلاصها كما جاء في إنذار يسوع "أورَشَليم أُورَشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبياءِ وراجِمةَ المُرسَلينَ إِليها! كَم مَرَّةٍ أَرَدتُ أَن أَجمَعَ أَبناءَكِ كَما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيْها! فلَم تُريدوا. (لوقا 13: 34). وهناك يتألم يسوع فيها وفق قوله " لا يَنبَغي لِنَبِيٍّ أَن يَهلِكَ في خارِجِ أُورَشَليم" (لوقا 13: 33)؛ إنها مدينة آلامه وموته وقيامته. أمَّا عبارة "يُعانِيَ آلاماً شَديدة " فتشير الى اول إنباء من ثلاث إنباءات حيث أنبأ المسيح بموته وقيامته في طريق صعوده الى اورشليم. (17: 22، 23؛ 20: 18)؛ وفي الإنباء الثالث هناك تفاصيل أدق مما ورد في الإنباءين الاولين، وهي دور الوثنيين، والسخرية والجلد والصلب كما ورد في انجيل متى "ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم، فابنُ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبة، فيَحكُمونَ عليه بِالموت ويُسلِمونَه إِلى الوَثنيِّين، لِيَسخَروا مِنهُ ويَجلدِوهُ ويَصلِبوه، وفي اليومِ الثَّالثِ يَقوم" (متى 20: 18-20). والهدف من تلك الانباءات هو تبديد يسوع لظنون التلاميذ ان المسيح المنتظر ليس مسيحا سياسيا يخلص شعبه بالقوة بل مسيحا متألماً يخلص شعبه بالموت عنه، وأن المصير الذي ينتظره سيكون مصير كل إنسان، يتسم بالألم والموت، ولن يعفيه إعلان كونه ابن الله من العداء والرفض والألم والموت. ويُشدِّد لوقا الانجيلي على عدم إدراك التلاميذ لمعنى ذلك الانباء (لوقا 9: 45، 18: 34). ويتفق حالة المسيح المتألم مع نبوءات دانيال. فالمسيح يجب ان يُقتل (دانيال 9: 26) ثم يأتي وقت ضيق (دانيال 9: 27)، وسيأتي اخيراً في المجد (دانيال 7: 13) وسيتحمل التلاميذ نفس الآلام كمعلمهم ويُجازون مثله في النهاية. فالألم والموت سيقودان الى مجد القيامة. لذلك المعنى الحقيقي لملكه في المجد لم يظهر الا على الصليب، وكان هذا قلب الإنجيل ونواة الايمان في الجماعة المسيحية الأولى. ان موضوع صلب المسيح وقيامته ليس مجرد نهاية حياة على الأرض أو حتى مجرد استشهاد مثل بقية الشهداء، وإنما كما أعلن الرب يسوع نفسه وكما أعلن الوحي الإلهي في العهد الجديد، كان أمراً محتوماً منذ الأزل، كما جاء في تعليم بطرس بالروح القدس : ” كُشِفَ مِن أَجلِكُم في آخِرِ الأَزمِنَة" (1 بطرس 9:1، 20) |
|