أمَّا عبارة "يُظهِرُ لِتَلاميذِه" فتشير الى التنبّؤ عن آلامه، وسرّ دعوته ورسالته لتلاميذه. أمَّا عبارة "يَجِبُ علَيهِ" فتشير الى التقييد وانعدام الحرية لكنها هنا تشير الى الإرادة الإلهية لإتمام رسالة يسوع فاديا للبشرية. انه تدل على تطابق ما يحدث مع مخطط المسيح. فان تحوُّل الألم والموت الى مجد القيامة بعد ثلاث أيام هي جواب على مخطط الله الخلاصي. لذلك يواصل يسوع سيره بطاعة حرة نحو اورشليم لتحقيق مخطط محبة الآب، وذلك ببذل نفسه لخلاص الانسان بموته وشهادة دمه على الصليب" كما جاء في خطبة إسطفانس لليهود " أَيّاً مِنَ الأَنبِياءِ لم يَضطَهِدْهُ آباؤكم، فقَد قتَلوا الَّذينَ أَنبَأُوا بِمَجِيءِ البارِّ ولَه أَصبَحتُم أنتُمُ الآنَ خَوَنَةً وقَتَلَة"(أعمال الرسل 7: 52). يسوع يسير الى مصيره تنفيذا لمشيئة الله وتحقيقا للخلاص الذي لا يقوى عليه أحد سواه. لكن التلاميذ لم يدركوا هدف يسوع بسبب ظنِّهم ان المسيح المنتظر هو مسيح سياسي ارضي. ومن هذا المنطلق، أن آلام يسوع لم تكن حدثا طارئا او صدفة ولا مصيرا محتوما، إنما هو مخطط الله الذي يُحققه يسوع بطاعته لمشيئة الله في هذه الآلام لأجل خلاص البشر.