أمَّا عبارة "الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها " فتشير الى من يقبل ان ينظر الى الحياة نظرة الله نفسه ويقبل ان يتبع المسيح في بذل الذات حتى الصليب، ويتقدم للاستشهاد ويقدم جسده ذبيحة حيَّة أو يقمع جسده ويستعبده أو يصلب أهواءه وشهواته، فانه يُخلص حياته. وفي هذا الصدد يقول يوحنا الرسول "لا تُحِبُّوا العالَم وما في العالَم. مَن أَحَبَّ العالَم لم تَكُنْ مَحَبَّةُ اللهِ فيه. لأَنَّ كُلَّ ما في العالَم مِن شَهوَةِ الجَسَد وشَهوَةِ العَين وكِبرياءِ الغِنى لَيسَ مِنَ الآبِ، بل مِنَ العالَم. العالَمُ يَزولُ هو وشَهَواتُه. أمَّا مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله فإِنَّه يَبْقى مَدى الأبد" (1يوحنّا 12: 15-17). يستعمل متى الانجيلي معنيان متقابلان: خلص حياته، فقد حياته. فمن كان شريكاً للمسيح في الألم والعذاب والموت كان شريكا له في القيامة والحياة. نعرف ان آلامنا تخلصنا، كيف؟ ان آلامنا يُصبح لها مفعول خلاصي إن هي اندمجت مع آلام المسيح. وفي الواقع عندما نقدم حياتنا لخدمة يسوع نكتشف الهدف الحقيقي للحياة.