حقا إن التوبة عن الخطايا تصلح البشر لكنها إن ظلت عقيمة عن أعمال الرحمة لا يكون فيها نفع هذا ما يشهد به الحق على لسان يوحنا الذي قال للذين أتوا إليه (يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي فاصنعوا أثمارًا تليق بالتوبة ولا تبتدئوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تقطع وتلقى في النار (لو 3: 7-9) فمن لا يصنع هذه الثمار التي تليق بالتوبة ليس له أن يفكر أنه سينال غفرانًا بتوبة عميقة وقد أعلن يوحنا بنفسه ما هي هذه الثمار لأنه بعد نطقه بما سبق سألته الجموع وماذا نفعل؟ فأجابهم من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا.
ماذا ينفعكم لو طلبتم المغفرة دون أن تهيئوا أنفسكم لكي يسمع لكم وذلك بعدم صنعكم الثمار التي تليق بالتوبة فتقطعون كشجرة بلا ثمر وتلقون في النار؟! فإن كنتم تريدون أن يسمع لكم عندما تطلبون المغفرة "اغفروا يغفر لكم أعطوا تعطوا" (لو 6: 37-38).