قال الطوباوي ألبارتوس الكبير:" أن مريم البتول حينئذٍ قد أظهرت بالعمل أمانةً عظيمةً بدرجةٍ كلية السمو، اذ لم ترتب في ذاك الذي وقتئذٍ تلاميذه أنفسهم كانوا يرتابون فيه". ولذلك قد أستحقت مريم لأجل عظم إيمانها أن تصير نوراً للمؤمنين كلهم، كما يسميها القديس متوديوس. وأن تدعى سلطانة الإيمان الحقيقي، حسبما يلقبها بذلك القديس كيرللس الأسكندري. بل أن الكنيسة المقدسة تخصص بأستحقاقات إيمان هذه البتول العظيم أنغلاب الأرتقات كلها، اذ تقول نحوها في الأنتيفونا الأولى من السهرانة الثالثة هكذا: أفرحي أيتها البتول مريم، أنتِ التي قد لاشيتِ مستأصلةً من كل العالم الأرتقات بأسرها: على أن القديس توما الفيلانوفي اذ يفسر ما قاله الروح القدس في سفر النسيد وهو: أيتها العروسة أختي جرحتِ قلبي بإحدى عينيكِ: (ص4ع9) فيقول: أن عيني هذه العروسة هما إيمان مريم العظيم الذي سر به جداً ربها وعروسها.