أما الأب سوارس فيقول:" أن البتول القديسة حصلت على إيمانٍ أعظم من إيمان البشر كلهم ومن إيمان الملائكة بأسرهم، فهي كانت تشاهد أبنها طفلاً في معلف البهائم في مغارة بيت لحم. وكانت مؤمنةً به أنه خالق البرايا كافةً. وكانت تراه هارباً الى مصر من يد هيرودس، ولم ترتب في أن تؤمن به أنه ملك الملوك ورب الأرباب. قد شاهدته مولوداً من مستودعها، وآمنت به أنه أزلي. قد راته مسكيناً محتاجاً الى القوت والكسوة، وأعتقدت به أنه سلطان العالمين. قد درجته باللفايف ووضعته فوق التبن في المذود. وآمنت به أنه قادرٌ على كل شيءٍ. قد لاحظته صامتاً كالأطفال، وأعتقدت به أنه الحكمة الإلهية الغير المتناهية. كانت تسمعه باكياً كالرضعان، وآمنت به أنه فرح الفردوس ونعيم الملكوت. وأخيراً رأته حين موته على الخشبة مهاناً محتقراً. وأستمرت ثابتةً على أعتقادها به أنه هو الإله، في الوقت الذي فيه كان الآخرون يرتابون ضعفاً في الأمانة".