|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليقم الله
مزمور طويل وقديم جداً. في الدرفة الأولى (آ 5- 18) يقيم إله العاصفة شعبه على أرضه. في الدرفة الثانية (آ 12- 19)، يعلن انتصاره في أرض كنعان. وفي الدرفة الثالثة (آ 21- 28)، نشهد إقامته بين القبائل الاثنتي عشرة. هناك خطبة عن يهوه في آ 8- 11: عند خروج الله، رجفت الأرض.. ثم كلام يتوجّه إلى يهوه (أو الربّ) في آ 19: صعدتَ إلى العلى، وسبيتَ السبي، وأعطيت عطايا للناس. وفي آ 25: رأى شعبك سيرك يا الله، سيرك إلى المكان المقدّس، أيها الله الملك. نحن نرى في العاصفة علامة عن قدرة الله، كما نرى فعل إله خيّر يؤمّن لشعبه المطر. فالمطر يخلق الحياة وكذلك برّ الله. ويصعد الربّ المنتصر على الجبل، فيكرّس صعودُه هذا كل انتصاراته. فالربّ يأتي من سيناء ويقيم في كنعان. والجبال المجاورة تنظر بازدراء إلى الجبل الصغير، جبل صهيون. ولكن الله اختار هذا الجبل الصغير ليقيم عليه. ويفتخر الشعب بربّه، لأنه تجلّى كإله يعمل من أجل الخلاص. فهو السيد الذي يسيطر على مخارج الموت لئلاّ تهدّد الحياة. هذا هو نشيدنا لك في زمن القيامة يا ربّ نشيدنا نشيد الفرح والابتهاج، نشيدنا نشيد الظفر والانتصار نشيدنا إيمان، وصلاتنا رجاء بعد أن حقّقت وعدك للتلاميذ نشيدنا انتظار وأمل، ونحن نعرف أنك كما قمت من بين الأموات سنقوم نحن أيضاً نشيدنا ينبع من أعماق قلوبنا نحن الذين طال درب صليبنا نشيدنا نرفعه إليك: أرنا قيامتك المجيدة، أشرق علينا بنور وجهك المجيد. يقوم الله فيتشتّت أعداؤه ويهرب مبغضوه من وجهه كما يتبدّد الدخان يبدّدهم كما يذوب الشمع أمام النار يبيد الأشرار أمام الله. تتصرّف يا ربّ بطريقة تدهشنا فلا نفهم، وبأفكار تفوق إعجابنا أنت تنتظر وتنتظر طويلاً قبل أن تفعل أما نحن فنطلب العجلة والسرعة ونتساءل: إلى متى يا ربّ؟ كأني بك تنام والشّر يفعل فعله، كأني بيدك ضعيفة وأبناؤك يقاسون العذاب الأمواج تهدّد سفينتنا بالغرق، وأنت لا تتحرّك، والرياح تعصف، والأمطار تهدر، والأنهار تجري فتهدّد بيتنا بالدمار وأنت كأنك لا ترى ولا تسمع. ولكنك تقوم يا ربّ بالعظمة والقوّة والجلال تقوم فيتشتّت أعداؤك أو من حسبوا نفوسهم أعداءك يوم قيامتك، حدث زلزالٌ شديد ودُحرج الحجر فارتعد الحراس خوفاً وهربوا إلى المدينة يخبرون الرؤساء وارتعد الأحبار والشيوخ. ما انتهت قصة يسوع بالموت. فالموت كان باباً إلى القيامة، والألم كان طريقاً إلى المجد حسبوا أنك يا يسوع أضعف من أن تنزل عن الصليب فإذا أنت من أعلى صليبك تجتذب الناس إليك أجمعين وإذا أنت من أعماق قبرك ترسل أنوارك على الأحياء والأموات. ما الإنسان يا ربّ؟ نسمة ما تعتّم أن تزول ما الإنسان يا ربّ؟ قشّ وعصافة تبدّدها ريح فلا تكون فإذا وقف في وجهك تبدّدَ كالدخان وإذا اقترب منك، يا ناراً محرقة، فهو يذوب كالشمع وبعد هذا يحاول أن يتمرّد، وبعد هذا نحاول نحن أيضاً أن نتهرّب. نطلب الصفح منك يا ربّ. ولكنك وأنت تلاحق الأشرار، لا تريد شرّاً بالأشرار فأنت ما جئت لكي تهلك أحداً، بل لتعطينا جميعاً الحياة، وتعطينا إياها وافرة إذا الراعي ركض وراء النعجة الضالة، هل لينتقم منها أم ليعود بها إلى الحظيرة؟ وإذا سرت وراءنا تبحث عنا، كيف نهرب من وجهك وكيف نفرّ من قبضة يدك أنت تلاحق الأشرار لتعود بهم إليك، لأنك لا تريد موت الخاطئ والشرير. قمت يا ربّ وانتصرت على قوى الشرّ والخطيئة ولكن هل يرضى الناس بانتصارك؟ كأني بهم شركاء إبليس لا يريدون أن يفسخوا شراكتهم معه. عرت الأحبار بما حدث يوم قيامتك، ولكنهم رشوا الحراس ليكذبوا فهم الشيوخ أن قوّة قيامتك تفعل في الرسل، فأرادوا أن يسكتوهم لئلا يتكلّموا عمّا رأوا وسمعوا ونحن ننظر فلا نريد أن نرى، ونسمع فلا نريد أن نصغي، لا نريد أن نفهم. كأننا صرنا من أعدائك. لا وألف لا، يا ربّ أنت تحبنا يا ربّ، فكيف نبغضك، كيف لا نقابلك الحبّ بالحبّ! أنت تطلبنا يا ربّ، فكيف نهرب، وهل نستطيع أن نهرب من وجهك أنت نار محرقة للأشرار، ولكنك نور للذين يتّقونك نارك تحرق القش والتبن والخشب، ولكنها تنقّي الذهب والفضة والحجارة الكريمة. أما الصديقون فيفرحون ويغتبطون أمام الله وينشرحون فرحاً. بعد حدث القيامة، لا مكان للحزن بعد الذي تمّ صباح الأحد، هل يحقّ لنا أن ندخل اليأس إلى قلوبنا بعد أن قمت يا ربّ وتغلّبت على الموت والخطيئة، لماذا نتصرّف وكأننا أشقى الناس لماذا نتكلّم وكأنك ما قمت من الموت فصرت بكر الراقدين لماذا نتكلّم كأناس لا رجاء لهم، كأناس جعلوا آمالهم في هذه الدنيا فقط. عيد القيامة هو عيد الفرح والغبطة والبهجة، والفرح هو ابن الايمان والرجاء من أجلنا قدّمت يا يسوع نفسك ليكون فرحك بنا ويكون فرحنا كاملاً هذا السرور يرافقنا حتى ولو كنا في ضيق شديد، هذا السرور يرافقنا لأنه أعطي لنا أن نتألم معك وعلى خطاك هذا السرور رافق الرسل بعد أن جُلدوا وعُذّبوا من أجل اسمك يا يسوع. فرحُنا فرحٌ دائم ونشيدُنا لا ينقطع فرحنا هو فيك، وهو عظيم بقدر ما نشاركك في آلامك ونحن ننتظر أن نكون أيضاً في فرح وابتهاج عندما يتجلّى مجدك، عندما نبلغ هدف إيماننا فنحصل على خلاص نفوسنا. الفرح يرافقنا ولو كنا حزانى، والغنى علامتنا وإن كنا فقراء علّمنا يا ربّ أن نكون في الرجاء فرحين، أن نكون في الشدّة صابرين، وعلى الصلاة مواظبين. فرحُنا أننا معك، نسير في نورك، ولا نشارك في أعمال الظلمة العقيمة فرحُنا أننا أبناء النور والنهار، لا أبناء الليل والظلمات نحن لا ننام، والذين ينامون هم في الليل ينامون، أما نحن فأبناء الروح الذي يسيرّنا بحبه ويدفعنا إلى أن نحدّث بأعمال الله. فرحنا يا يسوع أننا متنا معك لنحيا معك في سرّ المعموديّة المقدّسة متنا فخلعنا الإنسان العتيق، وقمنا فلبسنا الإنسان الجديد لم نعد أبناء الفساد والهوان والضعف، بل نحن الآن أبناء القوّة والمجد والخلود وبعد أن لبسنا صورة آدم الذي هو من الأرض والتراب، سنلبس صورتك يا يسوع لنكون سماويّين على مثالك أيها السماويّ ولهذا ننشد: أين شوكتك يا موت، وأين ظفرك يا جحيم؟ أنشدوا لله، رتلّوا لاسمه سبّحوا للراكب على السحاب. الرب اسمه فاهتفوا أمامه تبارك الربّ الاله مخلّصنا يوماً فيوماً يحمل أعباءنا. الله لنا إله خلاص الربّ السيد يُخرجنا من الموت. يتألم الإنسان فيبكي، فيصرخ، فيستغيث يفرح الإنسان فينشد، فيرتّل، فيسبّح، فيهتف حالتنا حالة فرح، ولهذا نتطلّع إليك يا الله، يا مخلّصنا. بعد أن عرفنا فيك من غلب العالم وشرّه، بعد أن عرفنا فيك من أخذ أسقامنا وحمل أوجاعنا وأعباءنا، نهتف لك ونبارك اسمك أيها القدير. دعوتَنا إليك وقلتَ لنا: تعالوا إليّ أيها التعبون والثقيلو الأحمال وأنا أريحكم أنت يا من شفيت كل مرض وعلة من الشعب بعد أن أخذتك الشفقة عليهم إرحمنا وأرسل إلينا من لدنك الخلاص. أفهمنا أن المرض ليس للموت، وأن الألم ليس هدفاً بذاته وأن تأديبك لنا له ظاهرة الحزن، ولكن يعود علينا بثمر البر والسلام وفرح الروح. دعوتنا لنفرح بآلامنا، لنتمّ في جسدنا ما نقص من آلامك أي شرف هذا أن تجعلنا شركاء لك في آلامك. فهل تحتاج إلى آلامنا من أجل خلاص العالم؟ بعد أن قدّمت حياتك لنا، فنحن نريد أن نمجّدك بحياتنا. سواء عشنا أو متنا، فالحياة عندنا هي أنت، والموت ربح لنا وبعد هذا، لا فرق عندنا بين الموت والحياة وبعد هذا، لا يهمّنا الحاضر ولا نخاف المستقبل لأن لا شيء يفصلنا عن محبّتك لنا يا ربنا يسوع المسيح. إيماننا قوي لأنّ قيامتك هي أساس إيماننا ورجاؤنا ثابت وطيد، لأننا عرفنا أنك تغلّبت على الموت وفرحنا دائم لأنك بعد أن متّ مرة واحدة، لا سلطان للموت عليك، ولا سلطان له علينا، نحن أعضاء جسدك. نحن لا نخاف الموت وهو ينتهي بالقيامة نحن لا نخاف الألم وهو يفتح أمامنا طريق المجد نحن لا نخاف الفشل وأنت غلبت العالم، نحن لا نخاف السقوط لأنك يوم ارتفعت جذبتنا إليك ونحن نرجو أن ترفعنا إليك وتجمعنا بك في سعادة لا تزول |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(مز 107: 2) ليقل هذا مفديو الله |
ليقل: "من يتأمل في صبري؟" فإن ما يحسبه مدبر الأمر (الله) |
ليقل الضعيف بطل انا |
ليقل الضعيف بطل أنا |
ليقل الضعيف بطل أنا |