|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيضاً أنها لمن حقائق الأتضاع هي خدمة المرء غيره. فهذه السيدة لم تأنف من أن تمضي عند القديسة أليصابات وتخدمها مدة ثلاثة أشهرٍ. ولذلك قال القديس برنردوس: أن أليصابات أنذهلت من مجيئ الطوباوية مريم إليها. ولكن الأنذهال الأعظم هو من كون هذه السيدة لم تأتِ لتُخدَم بل لتخدُم:* ثم أن المتواضعين يوجدون منفردين عن الكثرة. ويختارون لذواتهم أحقر الأمكنة. ولهذا اذ يتأمل القديس برنردوس في كيف أن هذه الأم الإلهية حينما أرادت أن تتكلم مع أبنها يسوع، لما كان هو يعلم في أحد الأمكنة، فلم تتقدم إليه أمام الناس داخلةً من تلقاء ذاتها الى المكان الجالس هو فيه وقتئذٍ، بل مكثت في الخارج وأرسلت تخبره برغبتها أن تراه لتخاطبه. (متى ص12ع46) فيقول هو أي القديس برنردوس:" أن مريم كانت واقفةً في الخارج، لئلا تقطع مجرى الوعظ لأجل أحترامها الوالدي، ومن غير أن تدخل الى البيت الذي فيه كان أبنها يكرز". وهكذا حينما كانت هي موجودةً في الغرفة الصهيونية بعد قيامة أبنها ممن بين الأموات قد أختارت المكان الأخير، كما كتب القديس لوقا الإنجيلي بقوله: وحين دخلوها صعدوا الى الغرفة التي كانوا بها مقيمين بطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس وفيلبس وتوما وبرتولماوس ومتى ويعقوب بن حلفا وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب هؤلاء كلهم كانوا مثابرين معاً على الصلاة والأبتهال مع النساء ومريم أم يسوع: (أبركسيس ص1ع13) فأحد العلماء يكتب بالصواب بأن القديس لوقا لم يكن يجهل أستحقاق والدة الإله، حتى أنه ما ذكر أسمها الا في آخر أسماء الجميع، بل لأنها كانت حقاً جالسةً في آخر الكل. وهو أي القديس لوقا كتب أسماءهم بموجب الرتبة التي بها كانوا جالسين في الغرفة فلذلك دون أسمها بعد كلهم، لأنها كانت آخذةً المكان الأخير، والا لكان من دون ريبٍ ذكر أسمها قبل الجميع لأجل أستحقاقها. ولهذا قال القديس برنردوس: أن الأستحقاق صير الأخيرة أولى. |
|