|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكذلك أن التواضع يرفض قبول المدائح التي يقرظ هو بها من الغير. ويخصص المديح والمجد لله وحده. فهوذا مريم قد أضطربت عند سماعها زعيم الملائكة جبرائيل قائلاً لها: أفرحي يا ممتلئةً نعمةً الرب معكِ مباركةٌ أنتِ في النساء: (لوقا ص1ع28) وحينما قالت لها القديسة أليصابات: مباركةٌ أنتِ في النساء، فمن أين لي مثل هذا أن تأتي أم ربي إليَّ... طوبى لتلك التي آمنت ليكون لها ما كلمت به من قبل الرب: (لوقا ص1ع42ع43ع45) أما هذه البتول فاذ كانت تنسب ذلك جميعه لله. قد أجابتها بتلك التسبحة المملؤة أتضاعاً قائلةً: تعظم نفسي للرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر الى تواضع أمته: (لوقا ص1ع47ع48) وكأنها بهذا كانت تقول: أما أنتِ يا أليصابات فتمدحيني، وأما أنا فأمدح الرب الذي له وحده يجب المديح. وانتِ تتعجبين من مجيئي إليكِ، وأما أنا فأنذهل من الجودة الإلهية التي بها وحدها تبتهج روحي. أنتِ تعطيني الطوبى لأجل أني آمنت بما قيل لي من قبل الرب. وأما أنا فأسبح إلهي الذي أراد أن يرفع عدمي ويكرم دناءتي ناظراً الى تواضع أمته: ولهذا أوحت العذراء نفسها للقديسة بريجيتا بقولها لها: فلماذا اذاً أنا أتضعت بهذا المقدار وأستحقيت نعماً هكذا عظيمةً. الا من قبيل كوني قد تفكرت وعرفت أنه لم يكن لي شيءٌ من قبل ذاتي، ولم أكن عند نفسي شيئاً، فلهذا ما أردت قط مديحي أنا. بل مديح ذاك المعطي والمانح وحده: ومن ثم يقول القديس أوغوسطينوس اذ يتكلم عن أتضاع مريم البتول هكذا: يا له من تواضعٍ طوباوي بالحقيقة، لأن هذا التواضع ولد للبشر الإله متجسداً، وفتح لهم الفردوس، وخلص أنفسهم من جهنم:* |
|