ولد هذا الأب من أبوين مسيحيين من أغنياء أهل مير من إقليم الأشمونين بكرسي قسقام المعروف بالمحرق وكانت لهما أراض زراعية متسعة ومواشي، وقد رُزقا ثلاثة أولاد ذكور أحدهم هذا البابا وكان أحب إخوته عند والديه وكان اسمه أولا جرجس، وقد اعتنيا بتربيته وهذباه، ولم يكلفاه كأخويه بالعمل في الحقل والزراعة ولا برعي المواشي بل جعلاه ينصرف إلى القراءة والتعليم حتى صار عالمًا بالكتب المقدسة أكثر من أهل جيله وأصبح قادرًا على تفسير معانيها لمن أشكل عليه أمرها ولما كبر زهد هذا العالم الزائل ومضى إلى دير السيدة العذراء المعروف بالبراموس في برية شيهيت وأقام به ست سنوات.