|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم العذراء مع الرسل في العلّيّة (أع 1/ 12 -14) بعد صعود المسيح إلى السماء، رجع الرسل إلى أورشليم وصعدوا إلى العلّيّة حيث أكلوا فيها الفصح الأخير مع السيّد المسيح، و”كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة مع بعض النساء ومريم أمّ يسوع، ومع إخوته” (أع 1/ 14). مريم هي عضو في الكنيسة وتصلّي مع الرسل طالبة حلول الروح القدس الذي به يبدأ في الكنيسة زمن الكرازة والرسالة. إنّها صورة الكنيسة الأمّ، إنّها تجسيد الأمومة في الكنيسة، وليس لها دور خدمة ولا رئاسة كالرسل. إنّها في وسط الكنيسة الأولى تؤدّي دور الأمّ التي تقود المؤمنين إلى المسيح. “فهناك إذاً، في تدبير النعمة الذي تحقّق بفعل الرّوح القدس، تزامن فريد بين تجسّد الكلمة وولادة الكنيسة. والشخص الذي يجمع بين هذين الحدثين هو مريم: مريم في الناصرة، ومريم في علّيّة أورشليم. وفي الحدثين تظهر مريم بحضورها الأساسيّ، وإن كان هذا الحضور بعيدًا عن الأضواء، السبيل إلى الولادة بالرّوح. وهكذا، فصاحبة الحضور في سرّ المسيح بوصفها أمًّا له، تضحي حاضرة، بإرادة الابن والرّوح القدس، في سرّ الكنيسة. ولا تزال تواصل في الكنيسة حضورها، حضور الأمّ وفقًا لمدلول الكلمات التي هبطت من على الصّليب: “يا امرأة، هوذا ابنك”، “هي ذي أمّك”. |
|