|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إننا نستمد الحياة من المسيح الذى أعطانا جسده ودمه لنحيا بهما وقال: “من يأكلنى فهو يحيا بى” (يو6: 57). المسيح هو {شجرة الحياة التى لا يموت آكلوها}، وحينما يقول: “أنا هو.. الحياة” (يو11: 25) فذلك لأننا نحيا به، كما قال معلمنا بولس الرسول: “لى الحياة هى المسيح” (فى1: 21). وقال أيضاً: “متى أُظهِر المسيح حياتُنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه فى المجد” (كو3: 4). وكما قال السيد المسيح: “أنا هو.. الحياة” قال أيضاً: “أنا هو القيامة” لأننا نجدد قوة الاتحاد بالمسيح فى موته وقيامته التى نلناها فى المعمودية، وذلك كلما تناولنا من جسده المحيى المصلوب الحى القائم من الأموات. القيامة بمعنى حياة النصرة على الخطية والنصرة على الموت الروحى تتحقق بالتوبة والاعتراف والتناول من جسد الرب ودمه. فحينما نتناول من جسد السيد المسيح فإننا نتمتع بالقيامة ونحيا القيامة ونعترف بها بصورة عملية {بموتك يا رب نبشر، وبقيامتك المقدسة.. نعترف} (القداس الإلهى). إن السيد المسيح القائم من الأموات يكون حاضراً فى سر التناول المقدس ويمنحنا أن نحيا القيامة ونعايشها، لأن سر القربان هو امتداد لذبيحة الصليب أى لجسد الرب المصلوب المقام من الأموات. البعض يشتاق أن يعيش أحداث القيامة مع مريم المجدلية وبطرس ويوحنا الرسولين وتلميذى عمواس وسائر الرسل والتلاميذ. ونحن نعيشها بالفعل فى القداس الإلهى، بل ونتناول هذه القيامة لأن الرب قال عن نفسه: “أنا هو القيامة”. لهذا يصرخ الأب الكاهن عند نهاية القداس فى الاعتراف الأخير وهو يحمل الصينية وفيها الجسد المقدس: {يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه}. إننا نتناول القيامة ونتناول الحياة لأننا نتناول المسيح، لهذا ينبغى علينا أن نستعد بالتوبة الحقيقية لأن القدسات تُمنَح للقديسين المستعدين لدخول ملكوت السماوات. أليس التناول من جسد الرب هو عربون الأبدية.. وهو وسيلة للتمرن على الدخول إلى الحياة الأبدية وملكوت السماوات؟ فكم مرة يدعونا الرب لنختبر قوة قيامته فى حياتنا؟ إن الاشتراك مع الله فى الحياة الأبدية هو العطية الثمينة والعظمى التى طلب السيد المسيح من أجلها قبل صلبه حينما خاطب الله الآب قائلاً بشأن تلاميذه: “أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتنى يكونون معى حيث أكون أنا لينظروا مجدى الذى أعطيتنى لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم” (يو17: 24). إن اشتراكنا مع الله فى الخلود وفى الحياة الأبدية هو العطية التى ننالها فى المسيح وبالمسيح، بقوة دم صليبه المحيى الذى نقلنا من الموت إلى الحياة “لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16). وقد شرح معلمنا بطرس الرسول إن اشتراكنا فى الحياة الأبدية يستلزم أن نهرب من الفساد الذى فى العالم بالشهوة مقدرين قيمة الخلاص الثمين، ومتمسكين بالمواعيد الإلهية فقال: “سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله، إلى الذين نالوا معنا إيماناً ثميناً مساوياً لنا، ببر إلهنا والمخلّص يسوع المسيح؛ لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا. كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذى دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العُظمى والثمينة، لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة” (2بط1: 1-4). إن معلمنا بطرس الرسول يقصد أن حياة القداسة ضرورية لننال الوعد بميراث ملكوت الله. وهذا يقتضى الهروب من الفساد الذى فى العالم بالشهوة، والسلوك فى حياة المجد والفضائل الروحية. وقد أكّد الرسول بطرس نفسه هذا المعنى فى رسالته الأولى بقوله: “فألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التى يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح. كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة فى جهالتكم، بل نظير القدوس الذى دعاكم، كونوا أنتم أيضاً قديسين فى كل سيرة، لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأنى أنا قدوس” (1بط1: 13-16). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يأكلني اليأس |
مَنْ يأكلني يحيا بي |
يأكلني البعد عنك |
"كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمن يأكلني فهو يحيا بي" |
«مَن يأكلني فهو يحيا بي» |