[ رواها المتنيح القمص فيلؤثاؤس بمقصورة العزباوية بمصر للسيد سلامه وهبه بالمعاش ومقيم بمصر الجديدة، وشهد بصحتها نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف ديــــر السريان بوادي النطرون ].
في أحد الأيام وقف أمام أيقونة السيدة العذراء بمقصورة العزباوية عائلة مؤلفـة مــــن زوج وزوجتــــه وأولادهم الأربعة وظلوا يصلون بحرارة حتي أقبل المـساء وقــرب موعد غـلق بـاب الديـــر الخارجــــي فنبههم أحد الآباء الرهبان بالأنصراف فامتنعـت الزوجة قائلة أنا لا أبـرح هـــذا المكـــان حتي تقضـــــي حاجتي، وكانت تصلي ودموعها تنسكب من عينيها بغزارة فأستعلم القمــص فيلؤثاؤس من زوجـــها عن السبب فعرّفه انها مصابة بمرض السرطان في ثديها الذي كان الورم قد تضـخم فيه بشكل مزعج، وكان الزوج وأولاده يبـكـون معهـا لأن الطبيب المعالج قد حدد لها موعداً وهو صباح اليـــوم ا لتالي لعمل عملية لأستئصال الثدي، وكانت هذه السيدة المريضة تبكي وتصـرخ قائلة أنا لا أتركك يا أم النور وأسـلم نفسي للطبيب الأرضي إعملي لي أنتِ العملية يا سيدتي، ثم أغلـق الرهبان المــقـصــورة عـليهــم وانصرفـوا وفي الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف الليل سمع الرهبان تهليلاً وأصوات فرح مع تصـفيق بالأيـادي فنزل الآباء الرهبان وفتحوا باب المقصورة وإذا بهم يجــدون أفراد هذه العائـلة فــرحين متهللين وهــم يمجــدون الله ويشكرون حسن صنيعه معهم .
وطلبوا من القمص فيلؤثاؤس عمل تمجيد كبيــر للســـيـدة العذراء . فأستعلم منهم عما جــري فقـــالت السيـدة ولسانها ويتلعثم من شــــدة الفـــــرح اسمع يا أبـونا: أنا سهـرت اللـيلة أستغيث وأ بكي وأ طـلب مـن أم الــنور أن تشفـــع لي لــدي أبنهـا الحـبـيـب لـكـــي يـرحــمـني وينقـذني من العملية التي ستعمـل لي باكر صباحاً، وأنا متأكــدة أنه لــو عملت لي عمليــة ولـم تنـجــــح فـمصـيري الموت المحقق . وقد كنت متألمة جداً من القــروح التي ينبعث منها الصـديـد بأستمرار لــيـل نـهـار ثم بعـد منتصف الليل بساعة تـقـريباً تغـلـب عـليّ النعـــاس فـنمت بينما الآلام المرة لم تبــرحني لحـــظـة واحدة، وما أشعـر إلا ويـد تنـبـهـني لكي أسـتـيـقـظ مـن النـــوم وصـــورة سيـدة تـنـاديني بأسمـــي . وبعـد أن أســتيقظتُ، وكان زوجي وأولادي نياماً مـن شـــدة الحــزن. رأيت ســيــدة مــنيـرة كالشمس ومتـســربلة بـثـيـاب بيضاء، وعلي رأسها إكليل مرصع بجواهر ثمينة وتحـملها ملائكة بأجـنحة وهــي مرتفعة عــن الأرض فأ نزعجتُ جـداً مـن جـمال وبهاء هـذا المنظر العجيب وقلت لها من أنتِ يا سيدتي؟ فقالت لي: ألا تعـلمين من أنا؟ أنا العذراء أم النور التي تطلبينني بأستمـرار وتصـلي لكي أتوسط لكِ عند إبني رب المجد يســوع لكي يعمل لكِ العملية ها أنا ابني أرسـلـني إليكِ لأعمل لكِ العملية بدلاً من الطبيب أظهري ثديك المريض
فأخذت أفك الأربطة الكثيرة والقطـن الموجود فوق الدمـامـل المنتـــشرة فيه والتي تفيض صـديداً ودمــاً كثيراً ثم مـدت يدها وهي منحنية ولمـست الثدي ورسمت عليه عـلامة الصـليب وهــي تقــول باسم الآب والأبن والـروح القـدس إلـه واحـد آمـين . ثــم قــالـت انتـهـت العـملية يا إبنتي . ومـا أشعـر إلا والأورام والقـروح الخبيثة قد تلاشت ولم أر أثراً لها بالمرة، وزالت بسرعـة البرق، وقـبـل أن تنصرف السيـدة أم النور مــن أمامي قـالت لي أشكــري فضل إبني يسوع الذي أنعــم عـليكِ بنعـــمـة الشــفــاء مـن مــرضـكِ ورنـمـي مع المـرنم داود قـائلة "بـا ركي يا نفـسي الرب ولا تنسي كــل حسنـاته"
وبسرعة مـدهشة انصرفت من أمامي ــ ولما اختليت بنفسي كـــدت لا أصـــدق مــا جـــري لي، وصــرت لا أدري إن كنـــت في يقظــة أم في مـنـــام، ومـن شــدة دهشـتـي وفرحتي صـــرت أجس بــيــدي ثدييّ الأثنتين فأجدهما متساويين في الحجـــم والشكـل ولا أثر مطلقاً لـورم أو قـروح أو ألـم، فأيقظـت زوجـي وأولادي فقاموا مذعـورين ولما علموا ما جري كادوا يُجنوا من شدة الفرح، ولما أشــــرق الصباح ذهب الجميع إلي المستشفي وكان كل شئ قـد أعـــد للعــــملـية، وطــلـب الطـبيـب أن تـدخل السيدة لغــرفـة العـملـيات فقـال له الــزوج لقد عـمـلت العملية بواسطة السيـــــدة العـــذراء أم النــور . فضـــحــك الطـبيب مستهـزئاً وهـو يقـول هـل العـذراء طـبيـبة ؟! فـقـــال لـه الــزوج : يـظــهــر أنــــك غيــر مـصـدّق، فها هي السيدة التي تعالجها منـذ سنة تقــريباً، ولـما كشـفــت السيدة ثديها رأي الطـبيب رســم الصليب بلـون أحـمـــر كالدم، وقال مَن رسم هذا الصليب ؟ فقالوا له السيدة العذراء رسمته بيدها الطـــاهرة فـــزال الـــورم الهائل والدمامل الخـبيثة بقوة الـرب يسوع وشفاعة أمه الطاهـــرة ــ فـأنذهـل الطبيب وهو يقـول : أنا لولا أني عالجت هــذه السيدة وأعرفها حق المعرفة لما كنت أصدق أبداً مـا تقولونه، وأنا لا أستطيع أن أقـول شيئاً ســوي أن هـــذه مــعـجزة غـــريبة، والـذي يدهـشنـي أكـثــر أن الـصــليب لا يُمـحـي مــهــمـا غُسل، وقـد آمنت حقيقة بقــوة الله وبشفـاعــة السيـدة العـذراء ـ
وهنا طـلب الزوج أن يسترد نصف أجر العملية الـذي تقـاضـاه الطـبيب بالأمــس فقـال له الطـبيـب : إن هـذا المبلغ قد أصبح من حق إخـوة الـــرب وفعلاً تـم تـوزيع المبلـغ علي الفقراء والمساكين وصارت هذه السيدة العذراء تأتي كل أسبوع لزيارة أيقونة السيدة العذراء لتقـدم الشكر لله والتمجيد لأمه الحنونة
شفاعتها تكون معــنا جميعــاً آمين