كثيرًا ما يصوّر الأنبياء شعب العهد القديم في شخص امرأة اختارها الله وأحبّها وأراد أن يجعل منها عروسًا له. هذا الرمز نجده أيضًا في تعبير “إبنة صهيون” التي تعني الشعب كلّه، كما في المقاطع التالية المرتبطة بالنصّ الإنجيلي:
“قولوا لابنة صهيون: هوذا خلاصك آت” (اش 62 /11).
“إهتفي وافرحي يا ابنة صهيون، فهاءنذا آتي وأسكن في وسطك، يقول الربّ” (زك 2 /14).
“إبتهجي جدًّا يا ابنة صهيون، واهتفي يا ابنة أورشليم، هوذا ملكك يأتيك بارًّا مخلّصًا وضيعًا راكبًا على حمار وعلى جحش ابن أتان” (زك 9 /9).
وتصوَّر ابنة صهيون تارة كعذراء وتارة كأمّ تلد في الأوجاع:
“داس السيّد المعصرة على العذراء ابنة يهوذا” (مرا 1/ 15).
“ماذا أساوي بك فأعزّيك، أيّتها العذراء بنت صهيون؟ لأنّ تحطـّمك عظيم كالبحر. فمن ذا يشفيك؟” (مرا 2/ 13).
“لقد صنعت عذراء إسرائيل أمرًا يُقشعَرُّ منه جدًّا” (إر 18/ 13).
“قد سمعت صوتًا كصوت الماخض، وصوتًا مثل شدّة التي تلد بكرها، صوت بنت صهيون تنتحب وتبسط كفّيها” (إر 4/ 31).
“تمخـَّضي وادفعي يا بنت صهيون كالتي تلد. فإنّك الآن تخرجين من المدينة، وتسكنين في الحقول وتسيرين إلى بابل. هناك تُنقَذين، وهناك يفتديك الربّ من أيدي أعدائك” (مي 4/ 10).
إبنة صهيون تصوّر كعذراء للدلالة على أنّ الله اختارها عروسًا له:
“فكما أنّ شابًا يتزوّج بكرًا كذلك بنوك يتزوّجونك. وكسرور العريس بالعروس يسرّ بك إلهك” (أش 62/ 5. راجع 61/ 10).
وتصوَّر إبنة صهيون أيضًا كأمٍّ تلد في الأوجاع، وهذه الأوجاع هي محن اجتياح أورشليم وسبي سكّانها إلى بابل حيث سيخلّصها الرب.
إنّ آلام المخاض التي تعانيها ابنة صهيون تحمل معها رجاء ماسيويًّا. فالربّ سينقذها يومًا بمجيء المسيح الذي سيمنح شعبه الخلاص النهائيّ.
تنطوي صورة ابنة صهيون إذاً على بعدَين: بُعد صوفي إذ تعبّر عن اتّحاد بنت صهيون العذراء بالرّبّ عريسها، وبُعد اسختولوجي لأنّها تشير إلى أنّ تلك العذراء ستلد بالأوجاع الرجاء الماسيويّ، ومنه سيخرج المسيح الذي سيخلّص شعبه.