مبررات الاحتجاج
ربما يحتج البعض بأن ما دفع بطرس والتلاميذ إلى الاعتراض على كلام السيد المسيح، هو رغبتهم فى التعبير عن شدة محبتهم، وعدم تصورهم أن تصدر منهم هذه الأمور المخجلة. ولكن مهما كان الدافع.. فلم يكن من الصواب إطلاقاً، أن يعترضوا بشدة على ما يقوله السيد المسيح منبهاً إياهم بما سوف يحدث بروح اليقين. لم يحدث إطلاقاً أن أخبرهم السيد المسيح عن أمر ولم يتحقق. ولم يحدث إطلاقاً أن وعدهم بشئ ولم ينفذ وعده.
أليس هو الذى قال عن موت لعازر: “لعازر حبيبنا قد نام. لكنى أذهب لأوقظه” (يو11: 11). وقال أيضاً: “وأنا أفرح لأجلكم إنى لم أكن هناك لتؤمنوا” (يو11: 15). وبالفعل ذهب إلى بيت عنيا وأقام لعازر بسلطان لاهوته من بعد موت لعازر بأربعة أيام.. لم يكن هناك عذر لبطرس ولباقى التلاميذ أن لا يصدقوا ما قاله السيد المسيح، وأن يعبّروا عن اعتراضهم علانية بهذه الصورة.. بل كان الأليق بهم أن يتأمل كل واحد منهم ضعفه.. وترن كلمات السيد المسيح فى داخله، فيصرخ إلى الرب طالباً المعونة لئلا تفنى التجربة إيمانه.