|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قال السيد المسيح لتلاميذه على مائدة الفصح: “شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. لأنى أقول لكم إنى لا آكل منه بعد، حتى يكمل فى ملكوت الله” (لو22: 15، 16). لهذا حرص السيد المسيح جداً أن لا يعلم يهوذا بمكان إعداد الفصح وتأسيس سر العشاء الربانى، الذى أمر السيد تلاميذه أن يصنعوه لذكره إلى مجيئه الثانى، فى اليوم الأخير. لم يرغب السيد المسيح فى أن يحرج يهوذا، أو أن يكشف أمره لباقى التلاميذ، أو أن يطرده بعيداً.. بل تركه حتى خرج مسرعاً قبيل تقديس الخبز والخمر فى سر القربان المقدس. أخفى السيد المسيح مكان اجتماعه ليأكل الفصح مع تلاميذه عن جميع التلاميذ.. “فأرسل بطرس ويوحنا قائلاً: اذهبا وأعدا لنا الفصح لنأكل. فقالا له أين تريد أن نعد؟ فقال لهما إذا دخلتما المدينة يستقبلكما إنسان حامل جرة ماء. اتبعاه إلى البيت حيث يدخل. وقولا لرب البيت يقول لك المعلم أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذى. فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة، هناك أعدّا. فانطلقا ووجدا كما قال لهما. فأعدا الفصح” (لو22: 8-13). حتى التلاميذ الذين أرسلهم لإعداد الفصح لم يكن معلوماً لهم المكان، وإنما أعطاهم علامة عجيبة لا يستطيع أى إنسان أن يستنتج منها شيئاً. وذهب التلميذان ووجدا كما قال لهما المعلم، وبقيا هناك حتى وصل السيد المسيح مع تلاميذه الباقين دون أن يلاحظ أحد لماذا فعل المعلم هكذا. كان السيد المسيح يريد أن يمنح يهوذا فرصته الأخيرة ليأكل معه طعام عيد الفصح.. وأن يغسل له السيد المسيح رجليه مع باقى التلاميذ، وأن يوجه إليه التحذيرات الأخيرة، قبل أن يرتكب الخائن فعلته الشنعاء. أراد السيد المسيح أن يؤجل خطية يهوذا إلى آخر فرصة ممكنة، فأخذه معه إلى العلية.. وغمس اللقمة بيده وأعطاه، لعله يشعر بالمودة والحب ولطف معاملة السيد المسيح له، الذى لم يحرمه من أن يأكل معه، بالرغم من تآمره عليه واتفاقه مع رؤساء الكهنة على تسليمه إليهم. كيف لم تشعر يا يهوذا بترفق السيد المسيح بك، ورغبته الأكيدة فى خلاصك مثل الباقين، حينما قال لك إن “ابن الإنسان ماضٍ كما هو مكتوب عنه” (مر14: 21)؟!! بدأ السيد المسيح يوبخ يهوذا على ما أضمره فى قلبه من الشر، فقال لبطرس عند غسل الأرجل: “أنتم طاهرون ولكن ليس كلكم، لأنه عرف مسلمه. لذلك قال لستم كلكم طاهرين” (يو13: 10، 11). وقال أيضاً لتلاميذه ويهوذا فى وسطهم: “لست أقول عن جميعكم، أنا أعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب، الذى يأكل معى الخبز رفع علىَّ عقبه” (يو13: 18). وحينما تذكر اللحظة الحاسمة، التى سوف تأتى حينما تصل خيانة يهوذا إلى قمتها، “اضطرب بالروح، وشهد وقال الحق الحق أقول لكم إن واحداً منكم سيسلمنى” (يو13: 21). فى كل ذلك لم يشأ السيد المسيح أن يكشف يهوذا شخصياً لسائر التلاميذ، فقال: “واحد منكم”.. وقال: “أقول لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون أنى أنا هو” (يو13: 19). كان ينبغى أن يخبرهم ليعلموا أنه سلّم نفسه للموت بإرادته وسلطانه، ولم يباغته شئ. لأن هذا هو دليل محبته، إذ بذل ذاته فداءً عن العالم. كان ينبغى أن يفهموا بعد أن يتم الفداء أنه هو الله الظاهر فى الجسد (انظر 1تى3: 16). لهذا أخبرهم ولكنه لم يعرِّض يهوذا للخطر فى وسط التلاميذ، ولم يخبرهم عن اسمه علانية، حتى “حزنوا جداً وابتدأ كل واحد منهم يقول له هل أنا هو يا رب” (مت26: 22). و”كان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض، وهم محتارون فى من قال عنه” (يو13: 22). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
العشاء الأخير |
لوحة العشاء الأخير |
قصه العشاء الأخير |
قصه العشاء الأخير |
العشاء الأخير..! |