الأمنيات الثلاثة

[walaa farouk]

انتهى نجار القرية من عملة اليومى وسار الى بيتة عصرا فرأى شجرة طويلة ممتدة الاغصان وارفة الظل فجلس يستريح تحتها قليلا
وبعد قليل لحق بة بائع القماش فألقى عن ظهرة صرته الثقيله وسلم على النجار وجلس الى جوارة يستريح كذلك ولم يلبث ان لحق بهما بناء كان قد ارهقة عملة طول النهار فألقى عنة ادوات البناء وجلس جوار زميليه بعد ان حياهما
ولم يمض وقت طويل حتى دار الحديث التالى بدأه بائع القماش بقوله كيف حالكما ايها الرفيقان فأجابه النجار بئس الحال انى ااقض يومى كله فى تعب شديد اشق الخشب بالمنشار وادق فيه المسامير واصرف وقتا طويلا فى قضاء عمل مرهق لا اتقاضى عنه الا مبلغا بسيطا لايكاد يكفينى واولادى غذاء وكساء
واجاب البناء وانا حالى لايقل سوءا عنك يازميلى انى اصرف يومى كله فى بناء جزء من جدار ولا اخذ فى نهاية اليوم الا مبلغا بسيطا لايكاد يكفينى واولادى غذاء وكساء
فقال بائع القماش وانا حالى لايقل بؤسا عنكما اقضى يومى فى مساومات طويلة ولا ابيع الا امتارا قليلة لايكفينى منهما غذاء وكساء وبعد فترة صمت قال النجار يااااارب ان لى امنية اتمنى ان اى شئ اخبطه بيدى ينكسر فورا حتى لااضيع وقتا طويلا فى نشرر الخشب فيزداد مكسبى بوفرة انتاجى
وقال بائع القماش وانا ياربى لى امنية اتمنى ان اى شئ أمده يمتد خمسة امتار حتى يزداد القماش عند بيعة وارخص سعرة ويزداد مكسبى
وقال البناء وانا يارب لى امنية اتمنى ان اى شيئين اجعلهما متلاصقين يلتصقان فورا حتى ابنى بسرعة جدرانا كثيرة دون استخدام المونة ويزداد مكسبى وهنا ظهر ملاك من السماء فخاف الرجال الثلاثة جداولكن الملاك طمأنهم وقال لاتخافو لقد ارسلنى اللة لاحقق امانيكم وابتداء من الغد سينال كل منكم طلبة واختفى الملاك وافترق الرجال واتجه كل منهم الى داره مسرورا لان امنيتة ستتحقق فى الصباح ونام الجميع نوما هادئا مليئا بالاحلام السعيدة واصبح الصباح وخرج النجار ونادى فى الشوارع عن استعداده لاصلاح الاثاث الخشبى او صنعه واستدعاه رجل عنده دولاب مكسر فجرب ان يستعمل يده بدل المنشار وكم كانت دهشته حين وجد ان كل قطعه خشب يخبطها بحد يده تنفلق باستواء كانها شقت بواسطة منشار حاد فانهى النجار اصلاح الدولاب بسرعة فائقة وتناول اجرا مجزيا ثم استدعاه اناس كثيرون وتضخم جيبه من كثرة اجور كتيرة ثم ذهب فى المغرب ليستريح فى ظل الشجرة التى استراح تحتها بالامس واما بائع القماش فسار ينادى على بضاعته واستدعته امرأة على ان يبيع لها مترين من القماش وتذكر امنيتة التى تمناها بالامس فمد طرف القماش امامة وكم كانت دهشته حين وجده يمتد خمسة امتار فقطع المترين وتقاضى ثمنهما بعد ان زاد قماشة ثلاثة امتار ولم ينقص فرخص السعر جدا فازداد طالبو الشرا منه وفى كل مرة كان يكسب كثيرا ويزيد قماشة ولاينقص وفى المغرب حمل صرة القماش المتضخمة على ظهرة وراح يستريح فى ظل الشجرة واما البناء فذهب فى الصباح ليستأنف بناء عمارة كان قد وضع اساسها وبنى جزءا صغيرا منها بالامس وتذكر الامنية الى تمناها فجرب ان يبنى بلصق الطوب دون مونة وياللعجب لقد تحققت امنيتة لقد التصق الطوب ببعضه التصاقا متينا دون ملاط واصبحت مهمة البناء سهلة وانتهى فى ساعات قليلة من بناء عدة حجرات وتناول اجرا كبيرا ثم ذهب ليستريح فى ظل الشجرة وهكذا اجتمع الثلاثة مرة تانية ولكن كانو سعدا للغاية بالمكاسب الكبيرة التى نالوها اليوم وفجأة هبت ذبابة على طرف انف بائع القماش ولم تشأ ان تبتعد برغم محاولاتة المتكررة لطردها فامسك بطرف انفه ومده ليبعد الذبابة وياللعجب لقد امتد انفه خمسة امتار أمامه واصبح منظره مثيرا للدهشة والعجب فضحك النجار وخبط ركبته بيده من شدة انفعاله فانكسرت ركبته وكأنها نشرت بمنشار حاد فأخذ يتألم اشد الالم فقال البناء لاحول ولاقوة الا بالله ولصق يدا بيد فالتصقت اليدان كما بغرا شديد اللزوجة وعبثا حاول ان يفصلهما ففزع فزعا شديدا طالبا النجدة وهنا ظهر الملاك ثانية فاستغاث الرجال به فسألهم مابالكم حزانى صائحين الم يحقق الله امنياتكم الى سألتموها فأجاب النجار ارجوك ياسيدى اصلح لى ركبتى اعدها كما كانت تنازلت عن الامنية وتنازلت عن النقود فقط ارجع اى ركبتى سليمة اخطأت ياسيدى انى نادم وتائب واجاب البناء وانا ياسيدى لااطيق ان تلتصق يداى حل هذا الوثاق اعد لى يدى منفصلتين تنازلت عن امنيتى اخطأن ياسيدى وانى نادم وتائب واجاب بياع القماش واناسيدى كيف اسير بين الناس بهذا الانف الطويل اعد لى انفى كما كان وخد كل مااملك لااود ان تتحق امنيتى اخطأت ياسيدى انى نادم وتائب فقال الملاك ارأيتم كيف كانت نتيجة الطمع وعدم القناعة هل تعاهدونى على ان تعيشو قانعين بارزاقكم غير متمنين المزيد فقال الرجال نعم نعاهدك فمد الملاك جناحه ولمس يدى البناء فانفصلتا بسلام ولمس انف بائع القماش فتراجع حتى صار انفا عاديا وثبت ساق النجار بفخده ولمسها فعادت الركبة مثبتة وسليمة وطار الملاك وعاد كل رجل الى بيته شاكرا لله فضله بأن أعاده سليما ولم يعد اى منهما يشتهى فوق رزقه.