|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله قصة عن عدم التذمر على ما يحدث لنا كان يملك إحدى المزارع الصغيرة الموجودة فى إحدى القرى ... رجلا تقيا اسمه بطرس .. وكان يزرع فى مزرعته قطنا وفى ركن صغير من المزرعة كان بطرس يزرع بعض الخضروات ... فيعتنى بالقطن كمحصول رئيسى ... اما الخضروات فكانت تفيده من الدخل الذى تدره أثناء راحة الأرض بعد جنى القطن .. وكان بجانب مزرعة بطرس .. مزرعة اخرى يفصل بينهما سور من الطوب ويملكها شريكان مهملان ، وكانا يزرعانها قطنا .. ولكن القطن الناتج من مزرعتهما يقل فى جودته كثيرا عن القطن الناتج من مزرعة بطرس ... فبطرس كثيرا ما يسهر ثم يبكر فى الصباح ليعتنى بمحصوله ويستبعد الحشائش التى توجد بالأرض وتضر بالمحصول ، كما كان مواظبا على الصلاة والشكر للرب فى كافة الأحوال ، اما هذان الشريكان فكثيرا ما يقضيان الليالى فى لعب القمار وشرب الخمر ، وفى سنة من السنين أصيب محصول القطن فى القرية بدودة القطن بشكل كثيف ، فاق السنين السابقة كلها ودودة القطن هذه اذا اصابت مزرعة للقطن فهى تأكل الأوراق الخضراء كلها وتترك النبات مجرد عيدان خضراء فقط .... لا تلبث هذه العيدان أن تسقط بما تحمله من لوز متفتح فيتسخ بملامسته الأرض ويكون انتاج الأرض من المحصول فى هذه الحالة صفر % وهذا ما حدث فى مزرعة الشريكين .. لانهما أسرفا وقتهما فى اللهو ولم يعتنيا بمزرعتهما ..فجاءت الدودة على كل شئ أخضر فيها وخسرا خسارة عظيمة فى تلك السنة ... ولكن بدلا من أن يتعلما من هذه الخسارة درسا .. فقد حسدا جارهما بطرس على مزرعته التى أنتجت بعد مجهود جبار رغم الاصابة الشديدة فى القرية محصولا يقدر بحوالى 70 % .... حيث كان بطرس كثيرا ما يسهر الليالى ويجمع اللطع المصابة ويحرقها .... بينما فى النهار يرش المبيدات اللازمة للحد من انتشار هذه الدودة الخطيرة ... فاستطاع بنعمة الرب وبهذا المجهود الضخم أن يخرج هذا المحصول الرائع فى الجودة ... وفى ذات ليلة اتفق الشريك الكبير وكان يسمى رائف مع شريكه الذى يصغره سنا ويدعى رؤوف أن يأخذ ما يوجد فى مزرعتهما من دودة القطن وينقله لمزرعة بطرس !!... ولكن رؤوف قال لرائف : ولكنى اليوم رأيت حلما بأن خطتنا مع بطرس لن تنجح فوبخه رائف وقال له ... عندما تريد ان تحلم فلتحلم لنفسك وانى مصر على ما قلته ... فهل ستأتى معى ؟ وخضع رؤوف لشريكه رائف ... وفعلا فى منتصف الليل وبعد ان صعد بطرس الى بيته الذى كان يطل على المزرعة لينام ... أخذ رائف ورؤوف ... كمية هائلة من الدود الذى كان فى مزرعتهما ووضعاها فى اكياس ثم قفزا السور الذى يفصل مزرعتهما عن مزرعة بطرس وألقى رائف باكياس الدود فى مزرعة بطرس بينما وقف رؤوف لمراقبة الطريق ... وعندما انتهى رائف من توزيع الدود حول معظم النباتات ... عادا الى مزرعتهما وقد دخلهما بعض السرور لانهما قضيا على محصول القطن الذى تفوق على محصولهما !!! وفى الصباح نزل بطرس الى مزرعته .... استعدادا لجنى القطن .. ولكنه فوجئ بتآكل بعض اوراق النباتات ، فلما تغلغل وسط الزروع وجد كمية كبيرة من دودة القطن التى لم تكن بالأمس !! فدهش من هذه الظاهرة الغريبة ، واسرع بجنى المحصول ... ولكن الدودة كانت قد افسدت كثير من اللوز المتفتح الذى يحمل قطنا بفضلاتها ... فقلت درجته . ونتيجة لهذا كانت هناك خسارة ضئيلة فى الدخل ورغم ذلك شكر بطرس الرب وطلب منه نعمته ومعونته ليستطيع ان يعوض خسارة هذا العام فى العام المقبل . وفى العام التالى اراد رائف ان يحقق ربحا عاليا دون ان يبذل مجهود !! وبالطبع كانت ارادته هذه مبنية على اساس خطته الشريرة .. فعندما جاء موسم جنى القطن ، جمع رائف مع شريكه رؤوف مجموعة ضخمة من الخرق البالية ووضعاها فى مزرعتهما فسأل رؤوف شريكه الأكبر قائلا : لماذا نجمع هذه الخرق ؟ فلقد حلمت اليوم ان هناك خسارة كبيرة ستلحق بنا !! فصاح فيه رائف وقال له ... لا أريدك ان تحدثنى عن أحلامك مرة اخرى ... فلتنصت أنت وترى ماذا سيفعل رائف ، وكم سنربح دون ان نتعب !! وفى يوم من الايام وضع رائف ورؤوف هذه الكمية الهائلة من الخرق البالية فى بالات تشبه تماما بالات القطن .. وكانت عدد هذه البالات أربع بالات .. وتماثل فى عددها عدد بالات القطن التى انتجها بطرس من مزرعته ووضعها فى المزرعة على شكل صليب استعدادا لبيعها .. وفى منتصف الليل تسلل الشريكان الشريران الى مزرعة بطرس ووضعا البالات التى حشاها بالخرق البالية ... فى مكان بالات بطرس الأربع وبنفس شكل الصليب ثم هربا من المزرعة تاركان البالات المزورة وحملا بالات القطن الحقيقية الى مزرعتهما ... وقضيا ليلتهما فى فرح وابتهاج احتفالا بما حققاه من سرقة كبيرة !! وفى غمار فرحتهما قال رائف لشريكه رؤوف ألم أقل لك سوف ترى ماذا سيفعل رائف ؟ وبهذه المناسبة واحتفالا بما حققناه من ربح كبير ، سوف يكون هناك مفاجأة كبيرة فى انتظارك يا رؤوف ! فلما تساءل رؤوف عن نوعية هذه المفاجأة .... اجابة رائف ... سوف اخبرك فى الموعد المناسب وفى فجر اليوم التالى استيقظ بطرس كعادته .. وصلى الى الرب وشكره على اعانته هذا العام على تعويض خسارة العام السابق الذى سببته الدودة ثم نزل الى مزرعته ليذهب ببالاته كى يبيعها ، ولم يلبث ان يفتح باب المزرعة المطل على الشارع حتى وجد عربة لاحدى شركات حلج القطن تقف امام مزرعته ... وكانت هذه العربة قد استدعاها الشرير وشريكه كى تستلم منهم بالات بطرس المسروقة ... وبعد ان دفعت الشركة ثمن البالات المسروقة ... أبلغ الشريكان نفس الشركة بان جارهما يريد أيضا بيع قطنه !! وعندما رأى بطرس عربة الشركة طلب منها شراء بالاته وعددها اربعة ... فاشترت الشركة البالات الاربع وسلمت ثمنها ولم تعلم الشركة ولا حتى بطرس نفسه ... ان هذه البالات هى صفقة مزورة تحوى خرقا بالية وليس قطنا !! وانصرفت العربة ، بينما دخل بطرس مزرعته واغلق بابها ... وصلى بابتهاج وفرح شاكرا الرب على هذه التدابير التى صنعها فى سهولة ويسر !! وفى هذه الأثناء أبلغ رائف شركة حلج القطن التى أخذت منه البالات ... ان هناك بالات مزورة اخذتها الشركة من احد المزارعين وفعلا عندما وصلت العربة محملة بعدد من بالات القطن الى الشركة تحققت من بلاغ رائف وفتحت جميع البالات التى تحملها العربة.... ففوجئت بأنه توجد اربع بالات محشوة بخرق بالية قذرة .. ولا تحوى جرام واحد من القطن ، وهذه البالات مباعة باسم بطرس !! ونتيجة لهذا التزوير أبلغت الشركة شرطة النجدة التى اسرعت لمزرعة بطرس ووضعت الحديد فى يد بطرس المسكين البرئ متهمة اياه بالتزوير ، وبيع خرق بالية على انها قطن !! وبالطبع أخذت الشرطة النقود التى اخذها بطرس من الشركة وردتها اليها ... اما بطرس فكان ينظر الى السماء فى دهشة وتعجب لما يحدث له ... ويقول فى صوت خافت لتكن مشيئتك . ثم اقتيد الى السجن حيث حكم عليه بالحبس لمدة سنة بينما مازال مرتكبا الجريمة الحقيقيان يلهوان ويتمتعان بحرية ليست من حقهما . بعد ان حكم على بطرس بالحبس لمدة سنة بينما ما زال مرتكبا الجريمة الحقيقيان يلهوان ويتمتعان بحرية ليست من حقهما . وكان من عادة القرية التى يعيش فيها بطرس ، ان تضع مع كل مرتكب جريمة .. الأداة التى تسببت فى تنفيذ جريمته ، معه فى سجنه .. بغرض ان تدفع ضمير الجانى الى اليقظة وتشجيعه حتى يكره جريمته ولا يعود الى ارتكابها مرة اخرى, اما بطرس فوضع معه فى سجنه .. بالة من البالات المزورة المحشوة بالخرق البالية ، كان بطرس دائم الصلاة ، حتى فى السجن وكان يشكر الرب فى كل حال وعلى كل حال مسلما حياته للرب ، ايمانا منه ان الرب يسوع الذى أسلمه حياته ، لابد ان تسير كل الأمور حسب مشيئته .. لانه يعرف صالح البشر أكثر من البشر أنفسهم ، وفى أحد الايام واثناء جلوس بطرس على الأرض فى سجنه ... فكر ان يفتح البالة المزورة التى بجواره ويفحص ما بداخلها كقضاء بعض الوقت وفعلا فتح بطرس البالة ..فوجد بها خرق بالية قذرة تحوى بداخلها حشرات كثيرة ... وأثناء فحصه خرجت حشرة كبيرة وتسلقت حائط السجن ، فراى بطرس ان يضربها حتى لا تقلق نومه فى المساء ثم قذفها بحذائه .. فلم يصبها لان الحشرة هربت الى اسفل الحائط واقتربت من بطرس فأمسك بالحذاء مرة اخرى وبقوة ضرب الحشرة فقتلها ... ولكن من شدة الضربة ، سقط جزء من الجير الذى كان يطلى الحائط ... وظهر الطلاء السابق ، وعندما تأمل بطرس فيما فعلته الضربة فى الحشرة ، قرأ عبارة مكتوبة على الطلاء السابق تقول : (( للذكرى الخالدة رائف ورؤوف تليفون 16548 )) وامام هذه العبارة ... شرد فكر بطرس كثيرا واستنتج أخيرا ان رائف ورؤوف الشريكان اللذان يجاوراه فى المزرعة ، لابد ان مكثا فترة فى هذا السجن ، ولكنه لم يستطع ان يعرف السبب فى دخولهما ، ثم قرر أخيرا أن يكلم رائف ورؤوف بالتليفون فى الرقم المكتوب على الحائط !. وفعلا طلب بطرس مقابلة الضابط واستأذنه فى ساعة من الزمن خارج السجن فوافق الضابط وارسل معه احد الحراس ليحضره بعد ساعة الى السجن مرة اخرى ... واتصل بطرس بالرقم .. فرد عليه رائف ، ولكن رائف لم يعط لبطرس فرصة للتكلم ... بل مجرد ان رفع رائف السماعة اخذ يتحدث بلهجة سريعة وبسرور ويقول انى منتظرك يا رؤوف حسب الموعد الذى اتفقنا عليه ... ارجوك لا تتأخر لانى اعددت لك مفاجاة كبيرة .. ولا تنس المكان فى حديقة الياسمين ... الى اللقاء .! وعندما حاول بطرس التحدث الى رائف .. قاطعه رائف ولم يستطع ان يميز صوته وكان يظن انه صوت شريكه رؤوف ...فقال له لا تقل لى شيئا الان انى منتظرك فى حديقة الياسمين وسنتكلم كثيرا ... لاتنس . وانهى رائف المكالمة ولم يتكلم بطرس كلمة واحدة !! ثم طلب من الحارس ان يذهب معه الى حديقة الياسمين ليقابل شخصا هناك قبل ان تنتهى الساعة المصرحة له بالخروج فيها من السجن ... فنفذ الحارس لبطرس رغبته وذهب معه الى حديقة الياسمين وفى هذه الاثناء كان رؤوف الشريك الاصغر ذاهبا الى حديقة الياسمين بعد ان راى فى حلمه فى الليلة السابقة بان شريكه رائف سوف يذبحه ويأكله !! ولكنه لم يصدق حلمه فى بادئ الامر .. فتوجه الى حديقة الياسمين حسب اتفاقه مع شريكه رائف ليرى ما هى المفاجأة التى فى انتظاره وكانت المفاجاة هى عبارة عن خروف اشتراه رائف من الربح الذى ربحه بعد بيع بالات بطرس واتى به حيا ليذبحه فى الحديقة .. وعندما وصل رؤوف الى الحديقة رأى شريكة رائف من بعيد وفى يده سكين ليذبح بها الخروف فظن رؤوف ، متأثرا بالحلم الذى رآه فى الليلة الماضية ان شريكه رائف سوف يذبحه بهذا السكين الذى فى يده ويأكله كما رأى فى الحلم فضرخ مفزوعا وصاح من بعيد ... أتصل بك الدرجة يا رائف بعد كل هذه الصداقة التى تربط بيننا أن تذبحنى وفى مكان عام ؟!! اذهب عنى بعيدا ايها الخائن ... وهم رؤوف بالهروب من الحديقة ، ولكن رائف شريكه اسرع ورائه يناديه قائلا ... لا تحزن يا رؤوف فسوف اعطيك النصيب الاكبر ... سآكل انا القلب فقط وسأترك لك الباقى ... وما كاد رؤوف ان يسمع هذا الكلام .. حتى زاد فى ارتعابه وانزعاجه ومسك قلبه وقال .. يا للدنائة ، اتريد ان تأكل قلبى وتترك لى الباقى يا مجرم .. هل تظننى انى لا أفهم ؟ ! وكيف اعيش بلا قلب ايها القاسى ؟! ان احلامى لا يمكن ان تخيب ثم هرب رؤوف خارج الحديقة مفزوعا .. فى حين ان رائف وقف مذهولا من تصرف شريكه هذا رغم انه يقصد الخروف وقلب الخروف فى كل الحديث الذى كان يتحدث به الى رؤوف ، وبعد هروب رؤوف من الحديقة بقليل ، وصل بطرس مع حارسه الى الحديقة ... ولم يلبث الحارس ان يرى رائف ومعه الخروف حتى اسرع اليه شاهرا فى وجهه بندقيته وامره بعدم التحرك !! فوقف رائف ثم خلع الحارس القيود الحديدية من ايدى بطرس ووضعها فى ايدى رائف ، بينما امسك بطرس بيديه .. ثم صاح الحارس فى وجه رائف قائلا : اين شريكك يا مجرم ؟ ! فقال رائف وهو فى رعب شديد .. لا اعلم انه هرب منذ قليل خارج الحديقة .. ثم اخذ الحارس بطرس ورائف وساروا فى الطريق الى السجن وفى الطريق قال الحارس الى بطرس منذ متى تعرف هذا الرجل يا بطرس ؟ ! أجاب بطرس : انه يسكن بجوارى فى المزرعة التى يملكها مع صديقه وشريكه رؤوف ومزرعتهما بجانب مزرعتى . فقال الحارس له .. وهل كان لك اتصال بهما غير الجوار ؟! اجاب بطرس ..لا ، ولكن لماذا انت قبضت عليه ايها الحارس ؟! فقال له الحارس لانه هارب هو وشريكه من عقوبه السجن وكانت مدتها ثلاث عشرة سنة لارتكابهما جريمة قتل وسرقة ، ولكن اخبرنى يا بطرس ... لماذا كنت تريد ان تكلم رائف او تريد ان تقابله ؟! فقال له بطرس .. كنت اريد ان اطمئن على محصول القطن فى مزرعته لانه خسر خسارة كبيرة فى العام السابق ، وكنت اريد ايضا ان اسأله عن سبب وجود اسمه مع اسم شريكه فى السجن الذى انا فيه الان ، وبعد ذلك وصلوا الى السجن ... فدخل الحارس الى الضابط وقص له القصه كلها فسر الضابط جدا ببطرس لانه ارشد عن مكان مجرم خطير كان هاربا من العدالة بعد جرائم كثيرة ارتكبها مع شريكه ... وكانت هناك مكافاة قدرها خمسمائة جنيه لمن يعثر عليهما ولا سيما ذلك المجرم الخطير رائف ... فدهش بطرس للكلام الذى يسمعه ... اما رائف فعندما وجد انه لا مفر من السجن ورأى محبة بطرس فى الاطمئنان عليه ... اعترف بجريمته الاخيرة امام الضابط ... وهى تبديل بالات بطرس الحقيقية ببالات مزورة بها خرق بالية وبهذا حكمت المحكمة ببراءة بطرس وسرف له مكافأة قدرها ربعمائة جنيه ، بينما اعطت الحارس الذى كان مع بطرس مائة جنيه لاشتراكه ايضا فى القبض على رائف ، اما رائف فقد حكم عليه بالسجن المؤبد نظرا لجرائمة الكثيرة ... فى حين ان رؤوف ذهب الى احدى الكنائس وقدم توبه صادقه على يد كاهن الكنيسة ، ثم سلم نفسه للشرطة لينال ما يستحقه من عقاب وهكذا أعطيت الحرية الى صاحبها بطرس بعد ان اطلق سراحه ممجدا الرب على مشيئته التى جعلت كل الامور تؤول للخير ولمجد اسمه . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأنبا تادرس طالب المشورة وصاحب المشورة |
الشفقة على ضعف طبيعتنا |
الرحمة مع الشفقة |
حب الشفقة |
بين الحب و الشفقة |