|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمات العهد الجديد فى العهد الجديد أظهر الله حبه للبشرية بالفداء العجيب الذى صنعه بذبيحة الابن الوحيد على الصليب. وزالت العداوة القديمة التى سببتها الخطية. صارت الكنيسة عروساً للمسيح وقد اشتراها بدمه الغالى الثمين. لم تعد علاقة الشعب بالله علاقة العبيد بسيدهم، بل علاقة الأبناء بأبيهم السماوى. وزالت العداوة بين الله والإنسان وبين الإنسان وأخيه الإنسان. وملك الرب بمحبته على قلوب الذين آمنوا بخلاصه ومحبته. ولهذا صارت صورة المسيح والكنيسة هى المثال الذى تُبنى عليه الأسرة المسيحية. وقال معلمنا بولس الرسول: “أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد، ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن فى كل شئ. أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها. لكى يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة.. كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم.. من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً. هذا السر عظيم، ولكننى أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة، وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه، وأما المرأة فلتهَب رجلها” (أف5: 22-33). أصبح الرجل مطالباً بأن يحب زوجته على مثال محبة المسيح للكنيسة، والزوجة تخضع لرجلها مثل خضوع الكنيسة للمسيح. لم تعد هناك قساوة ولا محبة الذات. بل بمعونة الروح القدس الذى يعمل فى المؤمنين ويعمل أيضاً فى سر الزيجة الكنسى المقدس، أصبح من الممكن أن يضحى الزوج بنفسه من أجل محبته لزوجته على مثال السيد المسيح.. ويضحى براحته.. ويضحى برغباته الشخصية.. ويضحى بمصالحه الذاتية.. كل ذلك حباً فى زوجته وسعياً لإرضائها وإسعادها ولكن ليس على حساب المبادئ المسيحية والوصايا الإلهية. أما خضوع المرأة لرجلها فليس لأنه يرغب فى إذلالها، بل لأن الله يقود الأسرة من خلاله. مثل قيادة الكنيسة مثلاً بواسطة الأب الأسقف فى إيبارشيته. أو قيادة حياة الإنسان الروحية بواسطة أب اعترافه. إنها قيادة بتكليف من الله من أجل خير الأسرة وسلامتها وليس لإرضاء نوازع الزوج فى حب السيادة والسيطرة. ونظراً لأن العهد الجديد هو عهد أبدى بين الله والكنيسة. هكذا صار الزواج المسيحى الكنسى عهداً لا ينفصم مدى الحياة: “فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان” (مت19: 6، مر10: 9). صار من حق المرأة أن تُكرَّم من الرجل وأن تتمتع بكامل حقوقها. ولم يعد من حق الرجل أن يطلقها إلا فى حالة الخيانة الزوجية. وللمرأة نفس الحق فى أن تطلق رجلها لنفس السبب. وصار من حق المرأة أن يكون لها رجلها الخاص، فليس للرجل أن يتخذ أكثر من زوجة بدليل قول السيد المسيح: “من طلق امرأته إلا بسبب الزنى وتزوج بأخرى يزنى” (مت19: 9). فزنى الرجل هنا سببه أنه تزوج بغير امرأته التى مازالت مرتبطة به طالما لم تخونه مع آخر (انظر كتاب شريعة الزوجة الواحدة فى المسيحية لصاحب القداسة البابا شنودة الثالث -أطال الرب حياته). |
|