التحرر من الخطية
عالج السيد المسيح الخطية من جذورها. لأن خطية الزنا لا تبدأ بممارسة فعل الزنا، بل تبدأ بنظرة الاشتهاء أو بقبول أى حاسة من حواس الإنسان لما يثير الشهوة مثل حاسة اللمس أو الشم أو السمع.. وهكذا.
لذلك قال القديس يعقوب الرسول: “كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتاً” (يع1: 14، 15).
فالمرحلة الأولى هى انجذاب الإنسان نحو الشهوة، والمرحلة الثانية هى استقرار الشهوة ونموها فى فكر وقلب الإنسان، والمرحلة الثالثة هى ممارسة الخطية بالفعل بكل ما يمكن أن ينتج عنها من نتائج مدمرة قد يصعب إصلاحها.
اعتبر السيد المسيح أن قبول الشهوة الجنسية فى داخل القلب هو نوع من أنواع الزنا وكسر للوصية..
فالإنسان لكى يصل إلى حياة القداسة، لا يكفيه أن يمتنع عن فعل الخطية، بل ينبغى أن يكره الخطية من عمق قلبه لسبب محبته القوية لله، وشدة التصاقه به.
وقال السيد المسيح: “سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً” (مت6: 22، 23). الحواس هى الأبواب التى تدخل منها الشهوات إلى القلب. لذلك حذّر السيد المسيح من عدم الاحتراس فى حفظ الحواس طاهرة ونقية. كما أن القلب من الداخل ينبغى أن يقاوم كل تأثير قادم من خارج الحواس، مما قد يؤثر فى كيان الإنسان إن تجاوب مع هذا التأثير.