|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كن مراضياً لخصمك بعدما أكدّ السيد المسيح أهمية الالتزام بوصية المحبة ليكون القربان مقبولاً أمام الله، قال: “كن مراضياً لخصمك سريعاً ما دمت معه فى الطريق. لئلا يسلمك الخصم إلى القاضى، ويسلمك القاضى إلى الشرطى فتلقى فى السجن. الحق أقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير” (مت5: 25، 26). من الممكن أن تفسرّ عبارة “كن مراضياً لخصمك” على أساس أن الإنسان يجب أن يذهب ويصطلح مع أخيه إن تذكر أن لأخيه شيئاً عليه، لأن قربانه وعلاقته مع الله بصفة عامة لا يمكن أن تكون مقبولة إلا إذا أصلح ما أخطأ به أولاً مثلما فعل زكا الذى كان رئيساً للعشارين، وحينما دخل السيد المسيح بيته وقلبه وحياته، وقف وقال: “ها أنا يا رب أعطى نصف أموالى للمساكين، وإن كنت قد وشيت بأحدٍ أرد أربعة أضعاف” (لو19: 8). وهنا قال السيد المسيح: “اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً ابن إبراهيم” (لو19: 9). أى أن علاقة زكا بالسيد المسيح قد ارتبطت بإصلاحه لما أخطأ به فى حق الآخرين ورد ما لهم عنده فى صورة أربعة أضعاف ما ظلمهم فيه من قبل. ولكن يمكننا أن نفسّر عبارة “كن مراضياً لخصمك” بصورة أوسع من مفهوم أن الخصم هو الأخ الذى نخطئ فى حقه، إلى مفهوم أن الخصم هو ضمير الإنسان المنقاد بروح الله أى الضمير الذى يقوم الروح القدس بتوجيهه فى الاتجاه السليم. فالضمير يختصم الإنسان حينما يخطئ، ويشعر أن قلبه يضربه، وأفكاره تخاصمه، بمعنى أن ضميره يوبخه حينما يخطئ بأية صورة: سواء فى حق الله أو فى حق القريب. عن هذا المعنى قال القديس يوحنا الرسول فى رسالته الأولى: “يا أولادى لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق. وبهذا نعرف أننا من الحق ونسكّن قلوبنا قدامه. لأنه إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا ويعلم كل شئ” (1يو3: 18، 19). فالقديس يوحنا يقصد أننا إن لم ننفذ وصايا المحبة مثل الرحمة بإخوة الرب المحتاجين أو أى جانب من جوانب المحبة لله والقريب فإن قلوبنا سوف تلومنا. ولا نستطيع أن نشعر بسلام قلبى أمام الله. وحينما تلومنا قلوبنا أى ضمائرنا فإن الله يعلم ذلك وهو الفاحص القلوب والكلى ولا يختفى عنه شئ. وسوف يحاسب الله الإنسان عن كل عناد مع ضميره أو مع صوت الروح القدس فى داخله إن كان ضميره ليس قادراً أن يشعر وأن يفهم الحق أو الصواب. وقد أوضح القديس بولس هذه الحقيقة بقوله: “الذين يظهرون عمل الناموس مكتوباً فى قلوبهم شاهداً أيضاً ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة. فى اليوم الذى فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلى بيسوع المسيح” (رو2: 15، 16). والإنسان حينما لا يلومه قلبه -إذ يسلك بإرشاد الروح القدس- تصير له دالة أمام الله. فيستجيب الله لطلباته وتُقبل قرابينه. كقول المرنم: “لتستقم صلاتى كالبخور قدامك. ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية” (مز140: 2). وقد أكد القديس يوحنا الرسول أهمية أن يشعر الإنسان بسلام قلبه إزاء تصرفاته فى ضوء مشورة الروح القدس الذى ينقى قلبه وضميره من الشوائب والتأثيرات الخارجية. وفى هذه الحالة تصير صلاته مقبولة أمام الله فقال: “أيها الأحباء إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه. وهذه هى وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضاً كما أعطانا وصية. ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه وبهذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذى أعطانا” (1يو3: 21-24). إن الروح القدس يقودنا إلى الإيمان بالمسيح بقبول محبة الله المعلنة فى الصليب وإلى محبة القريب. أى إلى حفظ وصايا محبة الله ومحبة القريب التى بها يكمل الناموس والأنبياء. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أسمعى لجسمك |
كن مراضيا لخصمك سريعا |
كن مراضيا لخصمك سريعا |
39ـ كن مراضياً لخصمك 22 12 1999 محاضرات يوم الأربعاء البابا شنودة الثالث |
كن مراضيًا لخصمك |