|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السيف الماضى ذو الحدين ورد فى سفر الرؤيا عن السيد المسيح قوله عن نفسه: “هذا يقوله الذى له السيف الماضى ذو الحدّين” (رؤ2: 12). وذلك كما رآه يوحنا الرسول “وسيف ماض ذو حدّين يخرج من فمه” (رؤ1: 16). فما معنى أن السيد المسيح هو الذى له السيف ذو الحدين أو أن سيفاً ماضياً ذا حدين يخرج من فمه؟ إن خروج السيف من فم السيد المسيح يشير إلى الكلام والوصايا والإعلانات والإنذارات التى نطق بها السيد الرب أثناء خدمته على الأرض، أو فى كلامه الذى سمعه يوحنا فى رؤياه بعد صعود السيد المسيح إلى السماء، أو عموماً فى كل ما تكلم به الرسل والأنبياء. وقد ورد فى فاتحة سفر الرؤيا العبارات التالية: “إعلان يسوع المسيح الذى أعطاه إياه الله ليُرى عبيده ما لابد أن يكون عن قريب وبيّنه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا الذى شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما رآه” (رؤ1: 1، 2). وقد ربط القديس بولس الرسول كلمة الله بالسيف ذى الحدين فى قوله “لأن كلمة الله حيّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميّزة أفكار القلب ونياته” (عب4: 12). إذن فهناك إصرار فى الكتاب المقدس فى أكثر من موضع على الربط بين كلمة الله وبين السيف الماضى ذى الحدين. والسر فى ذلك أن السيف الماضى ذا الحدين يستطيع أن يخترق الأجساد لا أن يقطع منها فقط. أى أنه يدخل إلى عمق العمق بلا عائق. أما السيف غير الماضى أى غير المسنون أو غير الحاد وكذلك السيف ذو الحد الواحد فإما أنه لا يدخل إلى العمق أو أنه يعمل بحد واحد فقط؛ فيقطع الأجزاء الظاهرة كالرقبة واليدين والرجلين ولكنه لا يدخل مخترقاً إلى العمق. لهذا قال معلمنا بولس الرسول عن كلمة الله أنها حيّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته. بمعنى أن كلمة الله تستطيع أن تخترق كيان الإنسان نفسياً وروحياً. وتستطيع أن تكشف الخبايا الداخلية فى قلب الإنسان ونواياه. هناك فرق بين كلام البشر وكلام الله. كلام البشر قد يؤثر فى العاطفة وقد يقنع العقل بدرجات متفاوتة ولكنه لا يستطيع أن يخترق إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ويميز أفكار القلب ونياته. لهذا فهناك فرق بين عظة تعتمد على مهارة الواعظ وفصاحته، وبين عظة تعتمد على أقوال الكتاب المقدس التى هى أنفاس الله. العظة المشبعة حقاً هى التى تحوى كثير من الآيات المأخوذة من الكتاب المقدس، والتى تدخل إلى قلوب السامعين، إذ يشعروا أن الرب يكلمهم بكلامه الذى يطهر القلب ويمنح قوة للسامعين ويصل إلى أعماق قلوبهم ويوقظ ويهذب ضمائرهم، حتى يُنخسوا فى قلوبهم مثلما نُخست قلوب اليهود فى يوم الخمسين ثم آمنوا واعتمدوا وقبلوا عطية الروح القدس. إن قراءة الإنجيل فى صلوات الكنيسة هى عنصر هام فى العبادة الليتورجية، وفى إتمام الأسرار المقدسة. ويقترن بذلك قراءات من رسائل القديس بولس الرسول، ومن الرسائل الجامعة، ومن سفر أعمال الرسل. كما إن قراءة الإنجيل يسبقها أجزاء من المزامير المقدسة. بالإضافة إلى ذلك يُقرأ سفر الرؤيا بكامله فى طقس أبوغالمسيس بعد قراءة تسابيح الأنبياء. وتُقرأ أجزاء كثيرة من أسفار العهد القديم طوال الصوم الكبير، وفى طقس أسبوع الآلام، وفى طقس اللقان فى عيد الغطاس وفى خميس العهد وفى عيد الآباء الرسل. كما أن تسبحة نصف الليل تحوى أجزاء من الكتب المقدسة مثل تسبحة عبور البحر الأحمر من سفر الخروج لموسى النبى والمزامير 148و149و150. أما المزمور 151 فيُقرأ فى بداية سهرة ليلة السبت الكبير. كما أن سفر المزامير يقرأ بكامله فى نهاية طقس الجمعة العظيمة. كما أن مراثى أرميا تقرأ فى الجمعة العظيمة فى بداية صلوات الساعة الثانية عشر. بهذا نرى أمثلة لاهتمام الكنيسة بقراءة كلمة الله فى طقوسها، كما أنها بذلك تدعو الجميع أن يتعمّقوا فى دراسة الكتب المقدسة كقول المزمور الكبير “لأن شهاداتك هى درسى، وحقوقك هى مشوراتى” (مز 118: 24). من أمثلة السيف ذى الحدين: قول المزمور أن “الرحمة والحق تلاقيا” (مز84: 10) أى أن كلمة الله تجمع الرحمة مع الحق. فهى ذات حدين وليس حد واحد. أما البشر فقد يميلون أحياناً إلى الرحمة فقط أو إلى العدل فقط فى كلامهم أو فى حكمهم على الأمور. |
|